هذا الشعار يراه الأمريكيون مكتوبا على بعض السيارات التابعة لحكومات الولايات المختلفة فى الولايات المتحدة الأمريكية وممهورا بتوقيع أحد المشتاقين لحكم بلاده مستعينا بكل القوى فى المجتمع الأمريكى، حيث يطمح "المشتاق" فى الانتقال من خانة المعارض لنظام الحكم فى بلده إلى خانة الحاكم التابع كليا للنفوذ الأمريكى أو أن يدخل بلاده على دبابة أمريكية أو بمعاونة- تآمرية بالطبع- من الدبلوماسية الأمريكية تحمل "المشتاق" لسدة الحكم فى وطنه بعد أن يتم التخلص من الحاكم الأصلى، ويستخدم "المشتاقون" للوصول إلى ذلك بعض الشركات الأمريكية المتخصصة فى العلاقات العامة"، حيث تقوم هذه الشركة نظير مبالغ هائلة من الدولارات بتجهيز وتحضير وبناء كل العلاقات الخاصة بين "المشتاق" وبين كل المنظمات الشعبية مثل الجمعيات العامة لحقوق الإنسان أو الجامعات والمؤسسات السياسية ذات النفوذ وبعض أفراد هذه المؤسسات التى تهتم بمثل هذه الأمور مثل "الكونجرس" و"مجلس الشيوخ" وبعض من الأعضاء المؤثرين فى المجلسين أو فى أية وزارة من "الإدارة الأمريكية" سواء كانت تابعة لوزارة الخارجية أو تابعة لوزارة الدفاع وغالبا وتحديدا وكالة المخابرات الأمريكية الـ( C.I.A) فتقوم شركة العلاقات العامة بتقديم "المشتاق" لكل هؤلاء لتسهيل مهمته فى التخلص من الحاكم فى وطنه ليستولى هو على الحكم، كما حدث ذلك من شركة العلاقات العامة الأمريكية ( B.S.K.H) التى ساعدت "أحمد الجلبى" فى محاولاته لحشد الدعم الأمريكى لاحتلال العراق والإطاحة بـ"صدام حسين"، ويشك البعض فى أن شركة صغيرة من هذه الشركات هى التى أشرفت على تقديم بعض الأشخاص "المعارضين" من مصر للمجتمع الأمريكى لكن بعض هؤلاء الأشخاص المصريين "المعرضين" قد تفاجئوا فى أحد مؤتمراتهم فى أحد المقاهى المصرية فى العاصمة "واشنطن" بمن يسألهم هذا السؤال البسيط: "لماذا أنتم فى أمريكا تدعون للتغيير فى مصر ولا تركزون جهودكم مع الشعب المصرى فى مصر نفسها لأنهم هم المعنيون بالتغيير؟".
أحد "المشتاقين" العرب- وليس آخرهم بالطبع – تم كشف أمره كما أشارت جريدة "القدس العربى" فى لندن لما نشرته جريدة "الجارديان" البريطانية من وثائق تؤكد على أن "سمو الأمير" الذى كان منفيا من إمارة "رأس الخيمة" وهو الشيخ "خالد القاسمى" الذى قرر استعادة الحكم بعد إطاحته من منصبه ولياً للعهد وحاكماً فعلياً عام 2003، وإطاحة من أطاحه وهو أخوه غير الشقيق الشيخ سعود -54 سنة- وما أن قرر الإطاحة به حتى أنشأ شبكة فى لندن وواشنطن وكاليفورنيا تضم محامين وشركات علاقات عامة ومجموعات ضغط مستعدة لتقديم خدماتها فى مقابل مبلغ يصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات شهرياً، واستناداً إلى الوثائق، يسعى "خالد" ومساعدوه إلى زعزعة استقرار النظام الحالى فى رأس الخيمة عن طريق ضغوط دولية، بالتشديد على أن الحكام الحاليين لرأس الخيمة، أى شقيق الشيخ ووالده الشيخ صقر-92 سنة- وهو لا يحكم فعلا، متحالفون مع "إيران" وينتهكون العقوبات الدولية لدعم الطموحات النووية لتلك الدولة، والعهدة على جريدة الجارديان فى هذه المعلومات فقد كلفت شركة للعلاقات العامة الأمريكية "إستراتيجيات كاليفورنيا" باستخدام المدونات وحسابات فى موقع "تويتر" وحملة علاقات عامة بكلفة بلغت ملايين الجنيهات لتحقيق تلك الغاية، كما تولى العضو السابق فى القوات الجوية الأمريكية "جلين إيجنازيو" وضع تقرير عن الوضع الأمنى لرأس الخيمة، وخصوصاً الجوانب التى تهم المجتمع الدولى، وجاء فيه أن "إمارة رأس الخيمة" هى ممر لتهريب المخدرات والسلاح والمتفجرات والأفراد من إيران وأفغانستان وبعض البلدان الإفريقية وأن هذه النشاطات تهدد أمن "الإمارات العربية المتحدة" ككل، والمنطقة بشكل أوسع كما تم التأكيد على أن رأس الخيمة هى "نقطة ثقل نشاطات التمويل الإرهابى لتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" وحركة "الشباب" الصومالية، و"ممر للاتجار غير الشرعى بالماس عبر "الكونغو" و"نقطة لدخول الإرهابيين" و"قاعدة لعمليات الإيرانيين الناشطين فى الأراضى الإماراتية"، وخصوصاً الحرس الثورى الذى يحمل اسم "الباسدران" كما أن تقرير العضو السابق فى القوات الجوية الأمريكية "جلين إيجنازيو" قد خلص إلى أن "مرافئ "رأس الخيمة" التى لا تخضع لرقابة مشددة تشكل نقطة إمداد تنتهك العقوبات المفروضة على إيران"، وتصر شركة "إستراتيجيات كاليفورنيا" للعلاقات العامة الأمريكية على أن "القانون والوقائع هى فى صف "سمو الأمير" ومن الوسائل الأخرى التى لجأ إليها فريق الشيخ "خالد"، إثارة فضيحة جنسية حصلت فى ولاية "مينيسوتا" الأمريكية عام 2005 وطاولت أخيه غير الشقيق الشيخ "سعود" الحاكم الذى يعتقد أنه تحرش بعاملة فندق فى هذه الولاية والحديث عن كون "رأس الخيمة" ممراً لمخطط إرهابى لتفجير "برج خليفة" فى "دبى"، مع أن سلطات الإمارة أكدت أن التقارير عن مؤامرة إيرانية عارية من الصحة، ومع تزايد الضغوط الدولية مؤخرا على إيران، توافق مستشارو "خالد" على وجوب استغلال القضية التى ستواصل تقويض وضع النظام الحالى فى "رأس الخيمة" ودفع "أبوظبى" إلى وضع لا خيارات فيه، إما التمسك بالنظام الحالى فى "رأس الخيمة" وإما تغييره، ويعتقد أن "خالد" قد عقد 19 اجتماعاً مع شيوخ ونواب أمريكيين طوال ثلاثة أيام فى شهر فبراير واجتمع واحد من أهم معاونيه بتسعة آخرين فى شهر مارس، وأشار فى مذكرة إلى أن النائب جيف ميل، عضو لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب "طرح أسئلة مثيرة للاهتمام وهو يدرس أهمية المنطقة وضرورة إطاحة بحاكم رأس الخيمة وقد عُرضت خطة أمنية مفصلة تشرح كيف سيوقف "سمو الأمير خالد" تهريب الأموال والأسلحة إلى إيران، لو عاد إلى السلطة، وكان الشيخ "خالد" هذا حتى عام 2003 وليا للعهد فى رأس الخيمة التى لا يتجاوز عدد سكانها المائة وخمسين إلفا، وبعد دراسته فى القاهرة وبريطانيا والولايات المتحدة أظهر ميولا للتغيير والإصلاح وأصبح معارضا للتأثير الإيرانى فى الإمارة، ويقال إنه قد أصبح مؤيدا لحقوق المرأة ومدافعا عنها، ولكنه عزل بعد غزو العراق فيما تولى أخوه غير الشقيق أمور الإمارة، ونقل عن الشيخ قوله إنه عزل بسبب مواقفه المعارضة للتأثير الإيرانى كما أنه قاد مظاهرة معادية للغزو الأمريكى على العراق فى شوارع الإمارة، فيما تقترح تقارير أخرى أن دعمه لحقوق المرأة كانت الشعرة التى قصمت ظهره، وخلال محاولته العودة للسلطة وسبع سنوات من المنفى أنفق الشيخ 3.7 مليون جنيه إسترلينى للعودة للسلطة وقام فريق شركة كاليفورنيا للعلاقات العامة بإنشاء موقع خاص له على الإنترنت، وفتحوا له حسابا على تويتر ووضعوا إعلانات على حافلات البلدية فى واشنطن تحمل عبارة المقررة 'شكرا لك أمريكا، شعبنا سينعم قريبا بالأمن والسلام والازدهار' على خلفية صورة لوجه الشيخ، وفى عام 2009 حضر حفل تنصيب الرئيس أوباما واشترى صفحات فى صحف أمريكية نشر فيها تهنئة للرئيس وبدأ رحلة صداقة حول أمريكا بنفس الطريقة التى عمل بها المصرى "جورج إسحق" فهل تحمل حافلات البلدية فى "واشنطن" صورة "جورج إسحق" وقد كتب عليها "شكرا لك أمريكا.. شعبنا سينعم قريبا بالأمن والسلام والازدهار"، ونتمنى من الله ألا تتبدل صورة "جورج إسحاق" بصورة الدكتور "البرادعى" وألا يتم استدراج "البرادعى" لهذه النهاية قبل أن يبدأ حتى لا ينتهى الأمل فى التغيير سريعا.
• كاتب وروائى مصرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة