إن المعركة المشتعلة نيرانها بين المحامين والقضاة هذه الأيام، أراها سيكون لها أسوء الأثر على موازين العدالة فى مصر، فالقضاة والمحامون كانوا على مدار التاريخ رافدين يصبان فى نهر العدالة، وكل منهم مكمل للآخر، فلا يتصور عاقل أن أرباب رد الحقوق، يأتى عليهم اليوم الذى يشهرون فيه سيوفهم فى وجوه بعضهم البعض، خاصة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر.
وأرى أن الحكم الذى صدر أمس ضد محاميىِّ الغربية، والذى أصدرته محكمة جنح أول طنطا، وقٌٌُضى فيه بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، وغرامة 300 جنيه عليهما، سيزيد من اشتعال النار بين الهيئتين، وينذر بتصعيد كبير فى المرحلة المقبلة.
وبدون تعليق على أحكام القضاء الذى نجله جميعاَ، لكننى أرى أن هذه القضية ليس حلها بقاعات المحاكم، لكن لابد أن يتدخل كبار المهنتين من أجل إنهاء هذا النزاع، بشكل سلمى بعيد كل البعد عن الأحكام القضائية، وبصورة تحفظ للجميع هيبتهم، وتنهى الأزمة بحل يرضى الطرفين.
ولابد أن نعلم جميعا أن قضاة ومحامى مصر الشرفاء، لعبوا دوراً بارزاً فى تاريخ مصر، وكانوا حاملين مشعل الدفاع عن هذا الوطن فى آونة تاريخية صعبة، ولا يصلح أن يفسد أى حادث عارض هذه العلاقات الوطيدة بين قطبى العدالة.
كما أطالب كبار المهنتين أن يكفوا عن الحرب الإعلامية، والمناوشات الفضائية، التى لا تزيد الطين إلا بلة، وتسكب بنزين الخلافات على نيران الواقع المر، ويحتفظوا بهيبة وقداسة مهنهم، ولا يهزوا صورتهما أمام الرأى العام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة