هانى صلاح الدين

حرقوا المساجد فماذا نحن فاعلون؟

الجمعة، 07 مايو 2010 12:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أى عمى أصاب العيون، وأى صمم أصاب الأذان، وأى خيانة دفعت أصحابها لبيع شعب ومقدسات لعصابة من المجرمين، بل أى مؤامرة تنسجها أصابع خفية لتنتهى بإلقاء إخواننا غنيمة للصهاينة؟

إنها علامات استفهام أصبحت تلح علينا جميعا، فقد أصبح جلى لنا أن هناك صفقة تتم فى الخفاء بين الصهاينة والأنظمة العربية، من أجل تصفية ملف القدس وتسليمه غنيمة سهلة لهم.

فبالرغم من استغاثات إخواننا بالأراضى المحتلة ليل نهار، وتحذيرهم للأمة من خطورة الموقف، ومحاولات اليهود الجادة فى هدم القدس، إلا أن الجميع اكتفى بمصمصة الشفاه، وإطلاق طلقات الاستنكار، ورشاشات الرفض، ودبابات الشجب، دون تحريك ساكن أو خطوة جادة نحو إنقاذ القدس والمقدسات .

وقد اكتملت مشاهد المأساة مؤخرا، بقيام المتطرفين من الصهاينة بحرق المساجد والاعتداء البشع الذى شنته قوات الاحتلال والمستوطنين على مسجدين فى نابلس وقطاع غزة الأربعاء الماضى، وقيام مستوطنين فى 14 إبريل الماضى بتدنيس مسجد فى بلدة الحوارة قرب نابلس بالضفة الغربية، وكتبوا على أحد جدرانه بالعبرية اسم النبى محمد مرفقا بنجمة داود رمز اليهودية.
كما ألحق مستوطنون أضرارا بمسجد فى قرية ياسوف الفلسطينية شمال الضفة الغربية، فى منتصف ديسمبر الماضى.

إنه استخفاف بأمة ومقدساتها، لا يحتاج إلا لرد عملى قوى، فملعون الصمت إذا كان ثمنه كرامتنا، بل ملعون الخضوع لو كان ثمنه اغتصاب حقوقنا، فالكيان الصهيونى قد تعدى كل الخطوط الحمراء، واستباح كل الحرمات، ولا يحتاج إلا لدرس فى القوة وكيفية التعامل بها .

وكأنى أسمع أصوات شعوبنا تنادى: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى بصبح العزة والكرامة والمجد، ولكن سفينة الأمانى ستغرق فى بحر الواقع إن لم ننفذ ما أمرنا الله به فى قوله عز وجل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فعلينا أن نعد العدة فعلاً، لأن نكون ممن يتكلمون فينصت لهم العالم الذى لا يعرف إلا لغة القوة، وخاصةً أننا نملك من الموارد المادية والبشرية ما يجعلنا فى مقدمة الأمم..

وليس معنى ذلك أننا من دعاة الحرب، ولكن إذا كان هناك قوة غاشمة مثل الصهاينة وأمريكا تحكمت فى العالم وتلاعبت بأمن البشر وزرعت فى قلب أمتنا جرثومة صهيونية تبث سمومها، فعلينا أن نعدل ميزان الواقع ونغير معالمه لإنقاذ الإنسانية من بطش القوة الطاغية.

وعلى حكام أمتنا الموهومين أن يستيقظوا، فقد أصبح أمامهم خياران أولهما أن ينحازوا لشعوبهم وينقذوا مقدساتهم ويتصدوا لعدو أمتهم، أو أن يعلنوا عن عمالتهم الصريحة للصهاينة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة