بات من شبه المؤكد، الأقوال التى تتناثر داخل أروقة شبكة ART، فى القاهرة، من أنه سيتم إلغاء تشفير قناتى الأفلام، ابتداء من شهر يونيو القادم. فالشبكة تقوم حالياً، ومنذ أول العام الجارى، بتصفية العاملين فيها، وفقاً لإجراءات قانونية تقوم على التفاوض، تجنباً للمشكلات القانونية، ورغبةً منها - كما أعلن بعض مسؤوليها - فى الاستمرار بالتعامل مع بعض هؤلاء العاملين بصيغ جديدة.
التصفية التى تجرى حالياً، تعود إلى الأزمة المالية التى تمر بها الشبكة منذ فترة، فبرغم أن تصفيات قد تمت على مدى سنوات طويلة مرت؛ فإنها كانت قابلة للتفسير فى أطر إعادة هيكلة لبعض الأوضاع، أما الحالية فهى الأكبر من نوعها، أعقبت بيع الشبكة لقنواتها الرياضية إلى قناة الجزيرة، بسبب تعثرات مالية.
صحيح أن أزمات مالية تسيطر على العالم، لكن لا أحد ينكر أن قوانين جديدة فى عالم الفضاء صارت تُفرَض بحكم التطور السريع والجذرى فيه، فالشبكة التى كانت رائدة فى نظام التشفير، تتداعى هى نفسها بسبب النظام ذاته، فما الذى يغرى مشاهداً بدفع نقود بشكل مستمر، إذا كان يمتلك فرص المشاهدة المجانية؟!
الشبكة الرائدة بحق فى مجال الإعلام الخاص، تقف الآن أمام تحدٍ حقيقى، فحتى لو قامت بإلغاء التشفير من قنواتها (المتبقية بعد بيع الرياضية منها)، سيكون عليها التخلص من عقبة قانونية، بسبب كون الأفلام التى تعرض على القنوات المشفرة، هى أفلام تكون حقوق عرضها أساساً مشفرة، ما يعنى أن عرضها بدون تشفير يحمل مخاطرة تحمل النتائج القانونية، أو.. المبادرة بدفع شرط جزائى.. قد يكون التفاوض حوله هو أسلم الطرق.
الشبكة التى كان صاحبها حتى عدة سنوات قليلة مضت، يرى أن دفع مبلغ مالى قليل (من وجهة نظره) من جهة المشاهد كاشتراك شهرى، هو ضرورة لابد منها لتسيير عجلة العمل الفضائى، هى نفسها التى ستعلن تدشين عصر جديد، لا مكان للتشفير فيه، وأن الإعلان هو السيد لسنوات طويلة قادمة.
وحتى تتجاوز الشبكة - التى استحوذت لسنوات طويلة على شعبية كبيرة خاصة لدى العرب المقيمين فى أمريكا - مأزق التحول من قناة مشفرة، تنافس فى ملعب محدود، إلى قنوات مفتوحة تلعب فى مساحة تتسع يومياً، لابد من تغيير جذرى فى نوعية برامجها، بل انقلاب فى رؤية صناع إنتاجها من الأساس، وهو «عصف ذهنى» لن يكون سهلاً، خاصة أننا نحن العرب لم نعتد على التخطيط المسبق، والتغييرات الجذرية لأوضاع استمرت لسنوات؛ لكن هذا سيكون هو المخرج الوحيد للشبكة، من إفلاس نهائى، وخسارة للعاملين المتبقين لديها.. والمشاهدين، الذين ستنقص مساحات المشاهدة لديهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة