هانى صلاح الدين

حكومة ذبح الرجال

الخميس، 27 مايو 2010 05:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسات الحكومية الفاشلة دفعت الآلاف من المصريين إلى التفنن فى ابتكار وسائل الرفض لها، فمنهم من خرج فى مظاهرات منددة بالحكومة، ومنهم من اعتصم فى مقر عمله، ومنهم من أضرب عن الطعام.

ووصل الأمر ببعضهم إلى الاعتصام بالأشهر أمام البرلمان أو مجلس الشورى أو إحدى الوزارات، وأصبح معظم المصريين بمختلف طوائفهم متضررين من هذه الحكومة، التى لم تزد مشاكلنا إلا مشاكل، ولم نراها قط سعت لحلول جذرية لهذه المآسى التى يعيشها معظم المصريين.

وبسبب فقدان المصريين الأمل فى هذه الحكومة، وجدنا شاباً بصعيد مصر يقدم على وسيلة احتجاجية من نوع خاص، حيث شهد مركز أسيوط حادثا بشعا، عندما حاول المواطن عزت محمد عبد اللطيف (40 سنة)، بالتعبير عن رفض واقعه الذى تحول لكابوس بسبب حكومتنا الرشيدة، حيث قام بقطع عضوه الذكرى بآلة حادة أمام المارة بالشارع، مؤكدا للجميع رفضه للبطالة التى يعانى منها معظم شبابنا، وعدم قدرته على توفير إمكانيات الزواج التى أصبحت دربا من الخيال.

عزت أكد بعد إنقاذه أن ظروفه الصعبة دفعته لهذا الفعل المجنون، حيث نشأ من تواجده فى أسرة فقيرة جدا مكونة من 9 أفراد، هو وثلاثة أشقاء من الذكور وثلاث شقيقات من الإناث، وأم وأب، وأنهم يحيون حياة غارقة فى الفقر، وأنه منذ عام 1990 بعد تخرجه فى دبلوم المدارس الثانوية الزراعية، لم يجد أى فرصة عمل، مما أثر سلبيا على نفسه، خاصة إذا قارن نفسه بأصحابه من أبناء الذوات، الذين لم يؤثر عليهم عدم وجود فرص عمل.

ومما لاشك فيه نرفض ما قام به عزت، فهو لم يحل مشكلته، بل زادها تعقيدا، لكنى أرى أن الجانى الوحيد فى حالة عزت هى الحكومة، التى تجاهلت أمثال عزت، واتبعت سياسات فاشلة أدت فى مجملها إلى زيادة معانات المصريين، فالأسعار ترتفع بشكل هيستيرى، والدخل محدود لمعظم أبناء الشعب، وشبابنا أصبح فريسة للمخدرات أو الجنس المحرم، أو الانحراف وسلك طرق الثراء السريع بالتجارات المحرمة.

وعلى الحكومة أن تتقى الله فى شبابنا، وتقوم بدورها تجاه هؤلاء الحالمين بحقهم فى حياة زوجية، ووظيفة تكون مصدرا لدخل يضمن لهم معيشة محترمة، وإلا وجدنا عشرات الشباب تستهويهم وسيلة عزت الاحتجاجية وتتكرر المأساة، بسبب حكومتنا وسياستها الفاشلة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة