قبل أن تقرأ:
فى آخر المقال سؤال أرجو أن تشاركنى بالإجابة عليه لكى نعيد نشره غدا..
الأزمة الحقيقية الآن ليست فى الأسعار أو فى النظام الذى لا يريد أن يرحل أو فى شروط الدكتور البرادعى أو فى تضاعف عدد هؤلاء الذين ينصبون باسم الناس والوطن.. الأزمة الحقيقية تتجسد فى تلك الفجوة التى تتسع بين كل من هو فوق وكل من هو تحت، ليس فقط على المستوى المادى أو نوع رغيف العيش أو عدد الأفراد الذين ينامون فى الغرفة الواحدة.. ولكن على مستوى التفكير أيضا.
الأزمة تكمن هنا.. أن كل طرف يعيش فى وادى غير الذى يعيش فيه الآخر..يفكر ويحلم ويرسم ويخطط بشكل يختلف عما يفعله الآخرون من أبناء نفس الوطن، فتتزاحم الأفكار وتختلط الخطط وتظهر الاختلافات، فتظل البلد كما هى، ويأتى المستقبل على صورة الحاضر أو أسوأ قليلا.
وبناء على ما سبق لم يكن غريبا أبدا أن تظهر أصوات كثيرة لتشارك فى مولد الترشيحات الرئاسية طارحة اسم الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية أو الداعية الإسلامى عمرو خالد، صحيح أن هذه الترشيحات مصدرها الفيس بوك والمنتديات الإلكترونية، وصحيح أن عدد المشاركين فعليا فى الجروبات التى تؤيد الاسمين لم يصل بعد إلى رقم المليون، ولكن من على الفيس بوك ظهر اسم الدكتور محمد البرادعى كمرشح للرئاسة وأحدث كل هذه الضجة والبلبلة، بالإضافة إلى وجود لهجة متعاطفة مع الاسمين وغير نافرة منهما.
أنا لست ضد الفيس بوك ولا ألاعيبه، ولست ضد أن ترشيح الدكتور على جمعة أو عمرو خالد أو حتى عمرو دياب أو عمرو أديب، طالما نتكلم عن دولة ديمقراطية ورغبة حقيقية أن يكون باب الترشيح للرئاسة مفتوحا أمام الغفير قبل الوزير، ولكن أن ضد أن يتحول الأمر إلى نكتة، إلى باب جديد للتسلية ينضم إلى السودكو والكلمات المتقاطعة، أن ضد مخطط النظام الحاكم الذى يهدف إلى إبقاء الوضع كما هو عليه، وتتتفيه- من التفاهة- مسألة فتح باب الترشيحات لرئاسة الجمهورية عبر إلقاء المزيد من الأسماء غير المنطقية فى قلب ساحة الترشيحات، أنا ضد ذلك المخطط الذى يهدف إلى زرع اليأس فى نفوس الناس وإجبارهم على تصديق الفكرة القائلة بأنه لا أحد غير الرئيس مبارك صالح للجلوس على كرسى رئاسة الجمهورية، ولا أحد يصلح لخلافة الرئيس مبارك إلا نجله، وأنه بخلاف الأسماء الواردة بختم الحزب الوطنى أو النظام الحاكم لن يصلح أحد لقيادة هذه البلد.
هذا أمر من ضمن أمور كثيرة تطرحها مسألة الترشيحات المختلفة لرئاسة الجمهورية، أما الأمر الأخطر فى وجه نظرى فيتعلق كما قلت فى السطور الأولى بتلك الفجوة الكبيرة التى تفصل بين أهل النخبة فى مصر والمواطنين البسطاء السائرون فى شوارعها، ففى الوقت الذى تسعى النخبة لنشر وتأسيس فكرة أهمية الدولة المدنية ومبادئ الديمقراطية والحرية، تأتى اختيارات الناس على العكس تماما وتظهر على ألسنتهم ترشيحات بأسماء مثل المفتى وعمرو خالد وغيرهما من المشايخ فى رغبة واضحة لوجود حكم دينى، ودولة قائمة على أساس العمة والقفطان واللحية وخطبة الجمعة، وهو تصور خطير يخالف الصورة السائدة التى تقول بأن المصريين لايريدون حكما إسلاميا، ولا يريدون دولة على طريقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
عموما لا أعرف إن كان ترشيح أسماء تنتمى لنفس فئة الدكتور على جمعة وعمرو خالد سيستمر لفترة أو يتحول إلى أمر جاد، وسواء استمر أم لا يبقى أمام النخبة المثقفة مهمة كبيرة تبدأ بإعادة وصل عقولهم بالشارع المصرى، وإعادة دراسة ما يريده الناس بجد، حتى ينجحوا فى التأثير عليهم أو التواصل معهم فى وقت لن ينفع مصر وجود أى فجوة أو خلاف!
سؤال::
هل تؤيد قرار إيقاف بث قناة الرحمة على قمر النايل سات؟ وهل أنت مع فكرة وجود فضائيات دينية مثل الرحمة والناس عموما؟ وهل تشاهد هذه القنوات بانتظام؟ وما رأيك فى مطالب بعض المسيحيين بإنشاء فضائيات دينية خاصة بهم مثل فضائيات الرحمة والناس؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة