سعيد شعيب

خيوط نسيج

الجمعة، 21 مايو 2010 12:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسبابى كثيرة للفرحة بعدد جديد من مجلة "خيوط" وعدد جديد من جريدة "البحرى اليوم"، أولاً لأن كل مطبوعة أو وسيلة إعلامية جديدة تعنى توسيع مساحة جديدة من المعرفة أمام المجتمع، ومزيدا من ممارسة الحرية، وممارسة النقد والرقابة الشعبية على مؤسسات الدولة.

السبب الثانى لفرحتى بالمطبوعتين أنهما متخصصتان، الأولى فى صناعة النسيج، والثانية فى الموانئ والسفن والنقل البحرى، ويرأس تحريرها الزميل مجدى صادق، وبلدنا تحتاج بشدة إلى مثل هذه النوعية، فمن المستحيل أن تغطيها بكفاءة الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات العامة، ليس لأنها مقصرة، ولكن لأنها بحكم طبيعتها تهتم أكثر بالأخبار السياسية، ومن بعدها الأخبار العامة فى كل المجالات، ومن ثم فنحن نحتاج لمطبوعات تحرث الأرض عميقا، لتستخرج ما فيها، وتساعد مثل هذه الصناعات (النسيج والموانى) على النهوض.

كما أن بلدنا تحتاج إلى صحافة وإعلام قوى فى المحافظات، بل وفى الأحياء السكنية، فهذه المنطقة غائبة تماما رغم خطورتها فى الحياة اليومية للمواطنين.. ولعل مبادرة مؤسسة أخبار اليوم بتأسيس عدد من الصحف الإقليمية، ومن بعدها تأسيس المصرى اليوم لجريدة "الإسكندرية اليوم" يكونان القاطرة التى تساعد فى نهضة أقاليم مصر.

لكن هناك عديد من الصعاب تواجه هذه المبادرات، أولها صعوبة الحصول على ترخيص من مصر، لأنه يستلزم أموالا ضخمة، وهذا يحرم بلدنا من المبادرات الفردية، وهى التى قامت عليها الصحافة المصرية والصحافة فى الدنيا كلها، ولذلك فمجلة "خيوط" وجريدة "البحرى اليوم" للأسف ترخيصهما من الخارج، وهو ما يشكل خطرا على استمرارهما، ويعرض العاملين فيها لمخاطر الإغلاق، وفى أحيان كثيرة يكون بلا أسباب.

ولأننى من شبرا الخيمة، ولأننى كنت أعمل طوال شهور الصيف فى مصانع النسيج، فقد لمست بنفسى الانتكاسات المروعة التى تتعرض لها هذه الصناعة، وكيف تتوقف الحياة فى هذه المدينة الصغيرة عندما تتوقف الماكينات، ومن هنا أهمية وجود مجلة عن هذه الصناعة الهامة، والحقيقة أن العدد الأخير وضع رئيس التحرير الزميل علاء شديد يده على الخطر الأكبر عليها، وهو التهريب، وخصصت المجلة الوليدة ملفا كبيرا لكيفية مواجهة الخطر الذى يهدد الذين يعملون فى هذه الصناعة الرائدة فى بلدنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة