بالطبع كنت أتمنى، مثل كثيرين، أن يتم إلغاء قانون الطوارئ، ومع ذلك فلست مع حالة "التيئيس" التى ينشرها كثير من المعارضين السياسيين.
ولست مع الذين يصورون للناس أن شيئا لم يحدث، وأن شيئا لن يتغير، حتى إن بعضا من هؤلاء حتى يوصل هذه النتيجة المسبقة يتجاهل أن قرار الرئيس بمد قانون الطوارئ كان مشروط رسميا ببندين فقط، هما الإرهاب والمخدرات، وهو الأمر الذى جعل الدكتور فتحى سرور يؤكد بحسم أنه حان الوقت للإفراج عن المعتقلين المسجونين على ذمة هذا القانون البائس.
لماذا أنا ضد "التيئيس" والإحباط؟
لأنها توصل للناس رسالة خاطئة وهى "مفيش فايدة"، وأنهم مهما فعلوا فلن تتغير البلد، وبالتالى فالأفضل ألا يفعلوا أى شىء..
وبالتالى تخسر البلد هذا الحراك الاجتماعى والسياسى الإيجابى الذى لا يطور أداء السلطة الحاكمة وحدها ولكنه يطور أيضا الرأى العام ويطور المعارضة ويجعلنا نتقدم ولو قليلا للأمام.
أعرف أن هدف نشر الإحباط سياسى، فالكثير من المعارضين لا يريدون أن يشعر الناس بالتغيير حتى لو كان ضئيلا، لأن ذلك يحرمهم من الهجوم المتواصل على الحكومة، إنه ضيق الأفق والانتهازية السياسية.
ولذلك ستجدهم يتعامون عن مكاسب حقيقية على الأرض، فالسلطة الحاكمة لم تستطع تمديد قانون الطوارئ كما هو، ومن المؤكد أن هذا سببه ضغوط داخلية تطورت وتبلورت خلال السنوات الماضية، وكان من بينها للأمانة ضغوط من داخل الحزب الحاكم. ومن المؤكد أيضا أنه استجابة لضغوط خارجية، جعلت على سبيل المثال الدكتور مفيد شهاب يعقد مؤتمرا صحفيا خاصا بالمراسلين الأجانب لكى يشرح لهم دوافع الحكومة.
إذن هناك تطور إيجابى لابد أن نتمسك به، ولابد أن نناضل من أجل ضبط أداء الحكومة فيما يتعلق بالبندين، فلابد من وجود تعريف محدد للإرهاب، كما لابد من الانتباه إلى أن تطبيق هذين البندين لا يعنى على الإطلاق أنه لن تحدث انتهاكات للحقوق، ستحدث وسنقاومها..
هذه هى الديمقراطية وهذا هو ثمن الحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة