لا يختلف عاقلان فى مصر على أن الأوضاع المتردية التى يشهدها الوطن، تحتاج لوقفة جادة فى وجه النظام الحاكم، ولن يتثنى ذلك إلا من خلال جمع كل قوى القوى المعارضة على كلمة واحدة، وفى صف واحد، حتى نخرج من الأوضاع الحالية التى أضرت بالبلاد والعباد.
فكلنا نرى ما وصل إليه الفساد وتوغله فى مؤسسات الدولة، كما أننا انكوينا بنار الأسعار والاحتكار، ولا يستطيع أحد إنكار، ما وصل إليه حالنا السياسى، من مصادرة للحريات، ومقاومة لكل الإصلاحيين، والتنكيل بكل المعارضين، وإزاء كل ذلك أرى على قوى المعارضة المصرية أن تتجمع تحت راية واحدة.
وقد أعجبنى كثيرا ما قامت به جماعة الإخوان، من زيارة الأحزاب والتنسيق مع قوى المعارضة، والانضمام للجمعية الوطنية للتغيير، كما أعجبنى أيضا الحراك السياسى، الذى أحدثه د.البرادعى فى الشارع المصرى، بالرغم من أنه مازال لى بعض التحفظات على موقفه، لكن كل ذلك يصب بقوة فى الدفع نحو تغير أحوال مصر السياسية.
لكن أرى أن كل ما سبق لن يكتب له النجاح والاستمرار إلا إذا توفرت بعض الشروط ومنها:
* أن تترفع القوى السياسية فى مصر عن الخلافات فيما بينها سواء فى الأيدلوجيات أو التوجهات السياسية، فعلى الجميع أن يرفع شعار "التعاون بما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه".
* أن تتناسى الأحزاب والقوى السياسية، الخلافات التاريخية بينهم، وتطوى صفحة الماضى، فعلى الإخوان أن يتجاهلوا ما حدث لهم فى الحقبة الناصرية وأيضا الوفديون، وعلى اليسار أن يفتح على اليمين والعكس أيضا، حتى تنصهر الخلافات بين القوى السياسية.
* أن يحذر الجميع من الاختراقات الأمنية، التى ستسعى بكل تأكيد لقطع أوصال أى تحالف أو إتلاف يستهدف تغيير النظام بالطرق السلمية.
* أن تخوض قوى المعارضة انتخابات الشورى والشعب القادمة، بقائمة موحدة يتم الاتفاق على نسبة كل اتجاه فيها، كما عليهم أن يجعلوا من هذه النسب مجالا للاختلاف فإذا صلحت النوايا، سيكون الأمر سهلا.
* أن يكون هناك اتفاق على إستراتيجية واضحة، إذا حدث التغيير ومكنت المعارضة، ويكون هناك حكومة ائتلافية تمثل الحكومة، حتى يتحمل الكل المسئولية أمام الشعب.
* أن تخوض قوى المعارضة أيضا انتخابات الرئاسة بمرشح واحد ضد مرشح النظام، حتى لا تتشتت الجهود، وتكتمل منظومة التغيير، ويتحقق حلم الجميع فى حياة ديمقراطية، وحرية للجميع، ونزاهة انتخابية وشفافية فى المحاسبة.
إنها أمانى من قلب يعشق هذا الوطن، ويحلم بمستقبل لأبنائنا ينعمون فيه الحرية، والتمتع بخير مصر الذى يكفينا ويزيد، لولا عصابة المحتكرين والمفسدين والمتلاعبين باقتصادنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة