محمد ثروت

درس قيرغستان

الخميس، 08 أبريل 2010 09:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يرى مشهد شعب قيرغستان وهو يقتحم المبانى الحكومية والبرلمان وحتى قصر الرئيس، غير خائف من هراوات وعصا الأمن والرصاص المطاطى والحى والقنابل الدخانية، وكل وسائل القمع الحديثة التى تمتلكها السلطات فى العالم، لن يصدق ما يحدث، وربما اعتبره مشاهد من فيلم هندى خيالى، رسمه كاتب سيناريو ومخرج بارعان فى الخدع السينمائية.

لكن ما حدث كان حقيقة لا خيالا، وواقعا رصدته جميع وسائل الإعلام الحرة فى العالم، وكانت البداية بعصيان مدنى وامتناع عن الذهاب للعمل، ثم امتناع عن ركوب المواصلات، وامتناع عن الذهاب للأماكن العامة والمنتزهات، والتظاهر المستمر فى الشوارع ليل نهار، والمطالبة بسقوط حكومة الفساد التى قامت برفع أسعار الغاز والكهرباء فى الوقت الذى يعانى الشعب بأكمله من عواقب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والمطالبة بقيام حكومة نزيهة مؤقتة حتى تأتى صناديق الاقتراع بحكومة منتخبة حرة تعمل وفقا لإرادة الشعب وليس إرادة الرئيس باكييف، الذى عين أفراد عائلته وأقاربه فى مراكز سياسية وتجارية استراتيجية من دون أن يفكر فى مصير الشعب، فكانت نهايته الفرار من هبة الشعب وغموض مصير الرئيس الذى يقال إنه ربما قد فر إلى روسيا أو إلى كازاخستان، أو ربما يتواجد فى مناطق الجنوب حيث يتمركز أنصاره.

لقد بلغت الجرأة والشجاعة والغضب العارم أن يقوم الشعب بالاشتباك بأجساده مع المصفحات والمجنزرات واحتجاز الوزراء وقتل وزير الداخلية رئيس أعلى سلطة للأمن فى البلاد، والاستيلاء على الإذاعة والتلفزيون الوطنيين، وطرد الحكومة الفاسدة التى نهبت أمواله وتسببت فى فقره.

إن مشهد قيرغستان تكرر فى الثورة البرتقالية بأوكرانيا، وفى رومانيا ضد حكم الطاغية شاوسيسكو وزوجته، وياله من مشهد درامى عندما حاول الديكتاتور أن يهرب من أنفاق قصره السرية ولكن سبقت كلمة الشعب فقبض عليه وحوكم وأعدم، وهكذا جاء حكم الشعب فاصلا وقاطعا، ومن قبله طرد الشعب الإيرانى الشاه الأعظم محمد رضا بهلوى، وقد يتكرر السيناريو ضد حكم ورثته آيات الله الملالى. فهل يتعلم الحكام من درس قيرغستان؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة