ربما يمكننا الآن القول أن ثقافة الاحتجاج السلمى أصبحت سائدة، فقد وصلت إلى داخل الحزب الوطنى، فحسب ما نشره موقع اليوم السابع السبت الماضى، فقد هدد ثلاثة من أعضاء الحزب فى سوهاج بالإضراب عن الطعام، والسبب اعتراضهم على قبول أوراق ترشيح اللواء سليمان صبحى سليمان لانتخابات مجلس الشورى بعد انتهاء الموعد، واعتبروا ذلك وساطة محسوبية.
الأعضاء هم حسن عبد الرحمن وماهر أبو عقيل وحسن مرعى مرشحون لمجلس الشورى، ولم يكتفوا بالاعتراض، لكنهم اعتصموا داخل المقر، وهددوا إذا لم تتم الاستجابة لمطلبهم، فسوف يضربون عن الطعام، وبعدها تظاهر أنصارهم، ولكن استطاع أمين الحزب احتواء الأمر.
لا أظن أنه يجب النظر إلى هذه الواقعة بشماتة سياسية، فأظن أن الدلالة أهم، وهى:
1- أن ثقافة الاحتجاج تكاد تتحول إلى عقيدة لدى كل المصريين، فالاحتجاجات الفئوية تنتشر بطول البلاد، وهى ليست دليلاً على انهيار، ولكنها دليل على الحيوية، والانتقال من الإحباط إلى خانة الفعل الذى يمكن أن يؤدى إلى التغيير.
2- لعلنا نذكر أنه منذ عدة سنوات، أن انتقاد الحكومة داخل الحزب الوطنى كان يعد خيانة، وكان أمراً مستحيلاً، وفى سياق التطور الديمقراطى فى بلدنا، والحزب الوطنى جزءًا منه، أصبح الآن انتقاد الحكومة أمراً عادياً، وهذه حيوية كبيرة أن يتم الفصل بين الحزب والحكومة، بل ويتحول الحزب إلى مصنع للسياسات، حتى لو اختلفنا معها، ولكن فى النهاية هذا دوره الحقيقى.
3- والآن تنتقل عدوى الاحتجاجات السلمية إلى عرين السلطة الحاكمة، فيحتج بعض أعضائه من داخله على ما يتصورون أنه خطأ، وقد نرى يوما ما انتقاد علنى لجمال مبارك والقيادات الكبيرة، بل وربما الرئيس نفسه.
3- إنها النمو البطىء للديمقراطية، ستأخذ حتماً وقتاً طويلاً، ولكنها فى الحقيقة ستكون راسخة وقوية، لنصبح أفراداً أحراراً قادرين على صناعة مؤسسات تحمى الحرية من الاستبداد، أياً كان الغطاء الذى يتخفى وراءه.
موضوعات متعلقة:
مرشحو الشورى بسوهاج يهددون بالإضراب عن الطعام
مرشحو الوطنى بـ"شورى" سوهاج ينهون اعتصامهم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة