فى محركات البحث على الإنترنت وفى عناوين الصحف، وتصريحات الوزراء المحافظين، ودراسات التنمية، ومناوشات نواب الشعب ستظل سيناء هى العنوان الأكبر، لماذا، لأن قصتها ببساطة أقرب لقصص المدن الإغريقية التى شهدت هلاك أهلها أكثر من مرة فى حروب خسروها وأخرى انتصروا فيها، وسيناء الآن بعد 37 عاما من نهاية الحرب بها مازالت فى مخيلتنا هى تلك الصحراء الشاسعة التى مر بها الأنبياء وذكر جبل الطور بها فى القرآن واغتصبتها اسرائيل واستعادتها مصر بأغلى ثمن ممكن ان تدفعه بلد فى قطعة من أرضها، سيناء ما زالت مجرد ذكرى عابرة نراجعها فى أذهاننا لحظات، ثم ننساها كما نسيها من قبلنا.
سيناء الآن تستطيع أن تلخصها فى العناوين الآتية "مصريون متورطون فى بيع أراضى سيناء لأجانب يحملون الجنسية الاسرائيلية"، "إسرائيل تحذر رعاياها من ضربات أمنية مرتقبة فى مناطق سياحية بسيناء"، "اشتباكات بين الامن والبدو فى سيناء"، "قاطرة التنمية تصل سيناء"، حملة لاستخراج بطاقات رقم قومى لأهالى سيناء"، القبض على عصابة للتهريب بسيناء"، هل تعلم عناوين أخرى غير هذه يرد فيها اسم سيناء، هذا أمر مستبعد، أصبح الفشل مرادف للنجاح هناك، أصبحت تميمة الحظ عند الحديث عن الأمن القومى المصرى، والأيقونة التى نلجأ اليها المعارضة حينما تشتاق لمهاجمة التطبيع.
منذ ثلاثة أشهر هاجمت السيول سيناء فغرق مسئوليها فى شبر مياه، لأنهم كانوا مطمئنين أن أحدا لن يسألهم عما قدموا لسيناء تحسبا لذلك اليوم، لكن الصدمة أشعرتهم انهم يقفون عراة أمام أهالى القرى التى دمرها السيل، وحدهم أهالى هذه القرى تمسكوا بالأمل، لأنهم أدركوا أن الغرق بالمياه أرحم بكثير من بحار التجاهل والإهمال التى يغرقون بها لمافعلته الدولة بهم، أو ما صنعته أيديهم، أن تتحدث الآن عن تنمية سيناء، فأنت تبحث عن إجابة للسؤال الأزلى، "الفرخة أم البيضة"، ما اكثر الحلول المطروحة لتنمية سيناء، ولكن ينقصها العزيمة والنية الخالصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة