سعيد شعيب

نيوزويك

الجمعة، 23 أبريل 2010 01:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست هناك مبالغة عندما أقول أننى أفتقد مجلة "نيوزيوك"، فهى غائبة عن السوق المصرية منذ عدة أسابيع، ولا أظن أن الرقابة على المطبوعات الأجنبية منعتها، كما تفعل أحياناً، لكن فى الأغلب السبب هى إجازات الأعياد ومن بعدها تداعيات انفجار بركان أيسلندا الذى عطل حركة الطيران.

منذ فترة طويلة وأنا مدمن نسختها العربية التى تصدرها دار الوطن الكويتية، فلغتى الإنجليزية لا تساعدنى على قراءة النسخة الأمريكية، فالمجلة جرعة صحفية مهمة، ليس فقط لحجم المعلومات والآراء التى تنشرها، ولكن أيضاً لطريقتها المهنية الرفيعة.

صحيح أن النيوزويك معبرة عن توجهات أمريكية، وهذا طبيعى، ولكنها أيضا تتضمن مساحات اختلاف هائلة، حتى فى القضايا التى يبدو أن هناك إجماعاً أمريكياً عليها، ومنها مثلاً العلاقة مع الصين، أو طريقة التعامل مع أفغانستان، أو الدول التى كان يسميها الرئيس السابق جورج بوش الدول المارقة أو محور الشر، وهذه أحد أهم مميزات أى وسيط إعلامى يتعامل بحرية واحترام لقارئه.

كما أنها تمكن قارئها من الإطلال على ما يحدث فى العالم، حتى لو لم يكن مرتبطا مباشرة بمصالح الإدارة الأمريكية، ربما لذلك فهى مرآة بشكل أو لآخر للعقل العام الأمريكى ونخبته السياسية، فيمكنك تحسس الاتجاهات السائدة، والاختلافات بينها، وإلى أين يمكن أن تصل، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية، سواء أردنا أم لا، هى قوة عظمى تؤثر ربما أكثر من غيرها فى العالم، ومن ثم يصبح الإطلاع على مثل هذه المطبوعات مهم، وخاصة لمن يعمل بالصحافة.

كما أن النيوزيوك استطاعت الصمود فى ظل منافسة شرسة مع وسائل إعلامية سرعتها مذهلة فى بث الأخبار والتحليلات، وأخطرها بالطبع المواقع الإخبارية الإلكترونية، ونشرات الأخبار المسموعة والمرئية، وهذا التطاحن أدى إلى إغلاق صحف ورقية، وقلل من أعداد قراء مطبوعات أخرى.

لكن القائمين على السياسية التحريرية للنيوزويك وعلى رأسهم طبعاً رئيس تحريرها فريد زكريا الهندى الأصل، توصلوا إلى صيغة صحفية تجاوزت الإخبارى السريع، ويمكنك القول أنهم يعتمدون فكرة التقارير والتحقيقات التحليلية، أى التى تستعين بالمعلومات والمصادر لتقديم رؤية تحليلية، مكنتهم من الحفاظ على التأثير والتوزيع.. ولهذا أفتقد النيوزيوك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة