لا أدرى كيف فكر الأشقاء الرسميون فى الكويت عندما قرروا اعتقال وترحيل حفنة مصريين تجرءوا وأعلنوا انضمامهم إلى جمعية التغيير بقيادة الدكتور محمد البرادعى مصادر دبلوماسية كويتية قالت تعليقاً على الموقف أن المعتقلين المرحلين تجمعوا وهتفوا للبرادعى وجمعية التغيير دون تصريح مسبق، وهو ما استدعى اتخاذ إجراء ضدهم، هذا بعد أن صرحت مصادر سياسية كويتية أنها تحترم وتقدر الرئيس مبارك ولن تسمح بالمساس بالنظام المصرى داخل الكويت.
إذا كانت التصريحات الدبلوماسية السالفة تمثل مخرجا من الزاوية التى حشر الإخوة الرسميون بالكويت أنفسهم فيها، فإن التصريحات السياسية أضرت كثيراً بمن أطلقها ولم تحقق غايتها المعلنة، كما أنها صبت مباشرة فى رصيد الدكتور البرادعى وجمعية التغيير، فأصبحت وكأنها نوع من المجاملة الخشنة فى ملاعبنا الرياضية عندما يثور أحد المشجعين المتعصبين ضد الفريق المنافس فينزل أرض الملعب ليضرب الحكم مما يعرض فريقه للعقوبات ويسحب من رصيده لدى الجمهور.
فى أول رد فعل على المجاملة الكويتية الخشنة وغير المطلوبة ، اتسعت دائرة الانتقادات الحقوقية للنظام المصرى، كما حدث الأمر نفسه بالنسبة للأشقاء الرسميين بالكويت، فقد أصدرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان بياناً وصفت فيه الإجراءات التى اتخذتها السلطات الكويتية بأنها تتنافى مع أبسط المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التى التزمت بها الكويت، كما دعت منظمة هيومان رايتس ووتش واسعة التأثير إعلامياً الكويت إلى وقف اضطهاد المعارضة المصرية وطالبتها بالإفراج الفورى عن جميع المعتقلين المصريين ووقف إجراءات ترحيلهم والسماح لهم بالعودة إلى وظائفهم ومنازلهم بالكويت.
الأمر امتد إلى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان التى خاطبها رسمياً السفير الكويتى وطالبته بالتحقيق فى واقعة الترحيل التعسفى للمصريين المؤيدين للبرادعى وجمعية التغيير ودعته للعمل على استعادة كافة حقوقهم، كما أشعلت المجاملة الكويتية الخشنة نيران الغضب لدى المعارضة المصرية بكل أطيافها والنشطاء الحقوقيين والبرلمانيين المستقلين وطلاب الجامعات الأمر الذى يشى بمزيد من الاحتجاجات والمظاهرات خلال الأيام المقبلة.
الموقف برمته وضع الخارجية المصرية فى موقف حرج واضطرها إلى إصدار بيان تنفى فيه ضلوعها وراء ترحيل النشطاء المصريين فى الكويت وطلبت توضيحات من الأشقاء الكويتيين الرسميين حول ترحيلهم ..إلى هذا الحد يمكن أن تؤدى المجاملات الخشنة عكس نتائجها المرجوة ، لذلك نرجو الأشقاء العرب الرسميين من المحيط إلى الخليج: من فضلكم لا تجاملوا النظام عندنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة