جمال العاصى

بين استقالة رمضان الاحتجاجية ورفض الأهلى مجاملات عثمان!!

الثلاثاء، 30 مارس 2010 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرت استقالة محمد رمضان مدير الكرة بالمقاولون مرور الكرام على جميع الأطياف الرياضية، ولم يتوقف أحد لتأمل أسبابها من جهة أو النظر فى مدلولاتها من جهة أخرى.. وكأن هذه الاستقالة جزء أصيل من موروثنا الاجتماعى، وكأننا نشهد فى المحافل الرياضية يومياً أو كل موسم استقالة مدير الكرة فى ناد أو اتحاد لعبة.. ولأن العرف السائد أن نجد مديراً فنياً مثلاً مستقيلاً بعدما تشتد الأزمات على مجلس الإدارة الذى يعمل تحت ريادته، ثم نجده يعلن فى كل الصحف أنه متمسك بعقده فى النادى، ثم نجد حواراً بيزنطياً وتصريحات فى كل أوراق الصحف والفضائيات حول الشرط الجزائى للمدير الفنى الذى أجبر على الاستقالة.. ولكنى أمام استقالة مدير كرة لم يخضع لضغوطات نادى المقاولون ولكنه قذف هذه الاستقالة فى وجه الظلم وكأنها استقالة احتجاجية ضد كل الحكام الظالمين بعدما انتابته حالة يأس من عدم الإصلاح الكروى وبعدما فقد القدرة على تحمل المظالم التى يتعرض لها فريقه على مدار أكثر من تسع مباريات وهو يرى الهزيمة كأنها سيناريو مكتوب ينفذه الحكام لتكون النهاية الحتمية والضرورية هزيمة المقاولون العرب.. ولأنى أعرف النجم الـخلوق جيداً فأقول لقد تأخرت تلك الاستقالة وأعرف أنه تحمل وحاول وجاهد وجاء على نفسه كثيراً لكى يحاول أن يؤكد أنها هفوات أو أخطاء غير مقصودة تحت شعار أن الحكم بشر والبشر خطاءون.. ولكنى متأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء الحكام ليسوا بشرا بل خضعوا لنظرية أن المفاهيم الفاسدة التى حاصرت إنسانية البشر قد حولتهم إلى حيوانات تتصارع من أجل البقاء وخطف لقمة العيش.. سواء كانت هذه اللقمة طاهرة نظيفة أو مغموسة بالظلم والغش والتزوير والتدليس..

وأزعم أن أزمة المدير المستقيل أنه لا يعرف طوال حياته أن يغض بصره عن ظلم واضح يحاول الآخر فرضه عليه..؟ ولا يجيد أن يكون ضمن أجندة مجتمع يقوده دعاة الخداع والتلاعب وحملة المباخر والأفاقون والمنافقون.. لا يعرف المدير المستقيل أن يساير ويواكب ويتلون ويرضى بما يفرضه الأمر الواقع.. لأنه متأكد أن عالمه وحياته يشكلها بنفسه ويرفض دائماً سياسة هذا الأمر الواقع ولذا فتجد حياته أو عالمه محدوداً جداً يلف ويدور فى محيط بسيط من شخصيات متنوعة ومتناقضة وربما تخلو ممن يسمونهم نجوم المجتمع وأحايين كثيرة أشخاص بسطاء يجد فيهم الروح والعادات والمبادئ والتقاليد التى تناسب شخصيته والتى يستريح إليها دون مكياجات أو أقنعة كاذبة. كان يمكن للنجم الكبير أن يظل على كرسى مدير الكرة ويتقاضى راتبه لأن العرف دوماً أن الذى يعلن مسئوليته عن إخفاقات الفريق هو المدرب أو المدير الفنى.. ولو أنه يملك موهبة التعايش الانهزامى وسياسة من أجل أبنائى ولقمة العيش لظل قابضاً على كرسى مدير الكرة ويعلن منه عصيانه واحتجاجاته وكشف الظلم ضد هؤلاء الحكام ولكنه تأكد أن صراخه سيظل فى الفضاء لن يسمعه أحد.

وأصبح راسخاً داخله أن فريقه بات هو «الحيطة المايلة» التى يجامل بها الحكام الأندية وتأكد أنه لن يستطيع أن يغير فى هذا الأمر الواقع الذى بات مفروضاً على الضعفاء.. ويرفض أن يكون هو هذا الضعيف الذى يغتاله الأقوياء فى صمت أو فى سرية كاملة فأراد أن يعلن رفض هذا الظلم فى استقالة احتجاجية أراها جديدة فى هذا الوسط الملعون.. والذى بات الجميع فيه يغمض عينيه ولا يرى الظالم طالما ينفذ أجندته الشخصية الخاصة ويبدو أن العدالة فى المحروسة أصبحت وجهات نظر ولها وجوه متعددة ولم تعد كما عرفنا وتعودنا أن للعدالة وجها واحدا.. ويبدو أن المدير المستقيل قد شهد مباريات الدورى الذى بات مقسماً بين أندية الشهرة والصيت والجماهيرية والشعبية وأندية النفوذ والسلطة وأندية أصحاب الأموال ويبدو أن لعبة الصراعات ستزداد حتماً فى الآونة الأخيرة وإذا كان هناك ضحايا قد ظهرت لهذه القوى الكبرى التى تدير مسابقة الدورى أمثال المقاولون العرب والمنصورة والمحلة فى أوقات كثيرة..

عموماً إذا كانت الصرخة الاحتجاجية التى أطلقها رمضان باستقالته لم تصل للأسف حتى الآن لمسامع السادة أصحاب الفضائيات الغوغائية والتى مرت عليهم مرور الكرام فأزعم أن هذه الاستقالة تستحق منا جميعاً أن نتوقف عندها لنرى أسبابها وتفاصيلها وندرى كيفية طرد هذا الظلم الواضح فى دنيا مسابقة كرة القدم ولنحاول أن نفتح حوارات جديدة مع الحكام.

> استطاع الحكم الدولى سمير عثمان أن يشوه صورة الأهلى بانحيازه غير المسبوق لهذا الفريق الكبير فى مباراته أمام إنبى.. وكنت أتوقع أن يعلن الأهلى رفضه التام لإدارة عثمان لأى مباراة للأهلى فى المستقبل لأنه يسىء لهذا النادى الكبير الذي لا يحتاج دوماً إلى مساندات أو مساهمات أو مساعدات لكى يحصل على بطولات أو انتصارات لأن النادى الكبير على مدار تاريخه يعرف كيف ينتصر ولديه آليات وإمكانيات هذا الفوز والانتصار دون مساعدات أو مساندات من أحد. وإذا عددنا بطولات القلعة الحمراء سواء فى دروع الدورى وكئوس مصر وأفريقيا والبطولات العربية سنعرف ونتأكد أن الأهلى الكبير لا يحتاج وساطات للفوز ولكن ربما تعاطف أو تحالف الحكم الدولى وساهم فى فوز الأهلى نكاية وغضبا من إنبى البترولى.. ربما كانت قراراته العكسية ضد الفريق البترولى لمصالح لا نعرفها أو كراهية للبترول وسنينه وليس حباً فى النادى الكبير.

وتأكيداً لذلك فقد وجدت حوارات كثيرة لجموع غفيرة من جماهير الأهلى ترفض هذا الانحياز وتعلن أنها ضد سمير عثمان وصافرته التى كانت موجهة ضد إنبى باستمرار.. ولذا فأنا أناشد إدارة الأهلى أن تتضامن مع جماهيرها وترفض هذا الحكم وتعلن عن استيائها من انحيازاته.. ربما تكون المرة الأولى التى يعلن فيها المستفيد من الظلم عن رفضه هذا الانحياز الصارخ وتؤكد الإدارة الأهلاوية لشعبها وجماهيرها دائماً أن انتصاراتها نقية.. تخرج من رحم النظام والجد والعمل والإخلاص دون مساهمات تحكيمية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة