هانى صلاح الدين

صفقات "الوطنى" المشبوهة

الأربعاء، 17 مارس 2010 12:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحرص النظام الحاكم دوما على شق صف المعارضة، ويسير بمبدأ فرق تسد، وأشغل الخصم بنفسه يستقر الأمر لك، كما أنه يسعى إلى زرع موالين له يجندون من خلال أجهزة الأمن فى صفوف المعارضة، حتى يكونوا خلايا نائمة تستخدم فى الوقت المناسب لإشعال الأزمات الداخلية، وكل من فى الأحزاب المصرية يعلم ذلك جيدا، بل وجدت قيادات أحزاب فى جلسات عامة تحذرنا من الخوض فى تفاصيل اتفاقات خاصة بين القوى السياسية، أمام رموز حزبية مشهورة لكنها محسوبة على الجهات الأمنية.

ولعل خير دليل على ذلك ما تشهده معظم الأحزاب من انشقاقات واضحة، خاصة إذا كان هناك بعض قيادات هذه الأحزاب بدء يخرج عن الخطوط الحمراء، وسقف الحريات المسموح بها، فقد شهدنا فى أعقاب انتخابات الرئاسة الماضية، انشقاقات بالحزبين اللذين استطاع مرشحاهما للرئاسة أن يفوزا بعدد كبير من الأصوات، فقد رأينا جميعا ما حدث لأيمن نور وحزب الغد، ونعمان جمعة وحزب الوفد، فقد كان مصير نور الذى حصل على نصف مليون صوت السجن ، كما كان مصير نعمان جمعة الذى حصل على أكثر من 200 ألف صوت الإطاحة به، وتولية شقيق وزير الزراعة الحالى فى حكومة الحزب الوطنى محمود أباظة رئاسة الحزب، وذلك بعد مهزلة حزبية استخدمت فيها الأسلحة النارية.

وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية بدأ النظام الحاكم، يلجأ للصفقات السياسية المشبوهة، حتى يحيد أحزاب بعينها، وقد وضح ذلك بكل صورة فى صفقات د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع مع النظام، والتى ترتب عليها ترك بعض المقاعد فى المجالس المحلية والشورى والشعب لمرشحى حزبه، وقد أثارت هذه الصفقات غضب الشرفاء من أبناء حزب التجمع، بل ووصل الأمر إلى انشقاقات بالحزب، وهربت رموز وطنية من التجمع خوفا من أن يطول تاريخها الوطنى المشرف غبار هذه الصفقات المشبوهة.

ثم بدأ النظام خلال الأيام الماضية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فى السعى الجاد لعقد مجموعة من الصفقات السياسية- التى أقل ما توصف بها أنها عار على من يشارك فيها - مع بعض قوى المعارضة، من أجل تقسيم تركة مصر السياسية، وتمهيد الطريق للتوريث وإجهاز الوطنى على فريسة المجالس البرلمانية، والفوز بعصا الأغلبية التى "كوت" ظهور شعبنا المغلوب على أمره.

وقد علمنا جميعا، أن بعض الأحزاب قد استجابت لهذه الصفقات التى ستدمر مستقبل مصر السياسى، وتجعلنا نعيش تحت وطأة هذا الفساد التى زكمت رائحته كل الأنوف، وأعمى ظلامه كل الأبصار، وأغرقت أمواجه كل سفن الإصلاح، ودمر ظلمه تكافؤ الفرص.

وإن كان لنا كلمة، فستكون دعوة للأحزاب والقوى السياسية التى ستشارك فى هذه الصفقات المشبوهة، أن ينقذوا أنفسهم من التورط فى هذه الجريمة السياسية، التى لن تنساها لهم الأجيال القادمة، وستكون سببا فى تضييع فرصة إنقاذ سفينة الوطن من الغرق فى ظلمات المحتكرين للسلطة والمال، فالانتخابات الآتية فرصتنا فى إنقاذ بلدنا من التسلط والاستبداد والفساد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة