نقابة الصحفيين كانت دوما مثالا لوحدة الصف، ولم تضيق يوما من الأيام بأبنائها، كما أنه من المتعارف عليه بين الصحفيين، أن انتخابات نقابتنا تنتهى بإعلان النتائج، فلم نسمع مطلقا عن نقيب حاول تصفية حساباته مع معارضيه أو منافسيه، ولكن الكل يعود لصف الأسرة الصحفية ويٌغُلب مصلحة المهنة والنقابة.
لكن للأسف الشديد، ما تشهده النقابة هذه الأيام، يعد عجيبا وفريدا من نوعه، ويحتاج لوقفة جادة من الجمعية العمومية، ففى الوقت الذى نرى فيه جميعا صمت النقابة عن حقوق الزملاء الذين لم يجدوا سوى الاعتصام بنقابتهم حلا، بعد اضطهادهم من قبل صحفهم، وأيضا فشل النقيب فى تحقيق وعوده الخاصة بزيادة البدل، والتى أعلن الأستاذ مكرم أنه سيصرف مع بداية يناير الماضى، نجده يصفى حساباته مع من يتصور أنهم خصومه.
وخير دليل على ذلك، ما تضمنه جدول أعمال اجتماع مجلس النقابة القادم، الذى سيشهد التحقيق مع الزميل يحى قلاش بسبب ادعاء المستشار القانونى للنقابة بإهانته، واتهامه بأنه يعمل لصالح الحزب الوطنى الديمقراطى من خلال إعداد مشروع قانون جديد للنقابة بدلاً من القانون الحالى، وذلك من قبل قلاش.
ولا أدرى كيف يغفل النقيب عن طرح عشرات المشاكل التى يعانى منها الصحفيون فى جداول اجتماعاته، خاصة مشكلة من أغلقت صحفهم ولم يجدوا فرص عمل حتى الآن، فى حين أنه يحرص على طرح قضية خلافية يمكن معالجتها فى جلسات ودية وكلنا يعلم أن مكرم قادر على إنهاء هذه المشكلة فى الحال، لكنها سياسة تصفية الحسابات.
ولا أستبعد بعد ذلك أن نجد تحويل أى صحفى يختلف مع العاملين بالنقابة "الذى نكن لهم كل تقدير"، للتحقيق بالأخص من يعدهم النقيب خصوما له، بل لا نستبعد أن يقوم نقيبنا فى المرحلة المقبلة، بحرمان من يضعهم فى خانة الأعداء من امتيازات النقابة، حتى يعلنوا توبتهم وأوبتهم لطاعته.
لقد جاء الوقت الذى نقول فيه لا لسياسات مكرم، الذى فرض لونا حكوميا على نقابتنا التى يشهد تاريخها بالاستقلال التام عن كل الألوان السياسية، بل لابد ان نقول لا لتأميم سلم النقابة، وتحجيم دورها فى قضايا الوطن، فنقابتنا قلعة للحريات ، وصوت لمظاليم المصريين، ولا يستطيع أى نقيب كان من كان أن يحرم مصر من صوت الحرية صوت نقابة الصحفيين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة