كتبت بضعة كلمات أعبر بها عن سعادتى بفوز منتخب مصر بكأس أفريقيا جاء فيها عبارة "أحب اسم إلى قلبى مصر".
جرت علىّ العبارة تعليقا من أحد القراء الأعزاء "ليكن أحب اسم إلى قلبك يا أخى هو الله ثم رسولنا الكريم... هذا هو الأصح".
لا أرى تعارضا بين حب الوطن وحب الله.. هكذا تعلمت ونشأت على تعاليم الطبقة الوسطى.. وأنا على يقين أنها الصواب.. وهو ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظة خروجه من مكة مهاجراً إلى المدينة قائلاً مناجياً قريته الصغيرة "إنك من أحب بلاد الله إلى قلبى، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت".
لم يغضب الله العظيم من رسوله الكريم عندما دعاه بعد خروجه من مكة قائلاً "اللهم وقد أخرجتنى من أحب البقاع إلى فأسكنى فى أحب البقاع إليك"... لم يعاتب الله رسوله على حبه لوطنه... بل أهداه وطناً آخر عاش فيه آمنا على نفسه وقومه وأمته ونشر منه دعوته.
رسالات الله السماوية كلها من أجل الوطن.. وعندما قال الله تعالى فى كتابه الكريم "وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون" فإنما أراد الله فى كلماته الكريمة تنظيماً للمجتمع.. وهو تقدير من العلى الكريم للوطن.. فلم يخلقنا الله كائنات هائمة عابدة له دون إطار أو قواعد.
وحتى فكرة الحاكمية فى الإسلام التى تبناها تاريخيا مفكرون إسلاميون وفى مقدمتهم أبو الاعلى المودودى وسيد قطب لم تلغِ فكرة الوطن أو حب الوطن، بل أكدتها حين جعلت الحكم فى الوطن لله.. وبصرف النظر عن صحة تطبيق هذا المعنى من عدمه... فإن ما أريد توضيحه هنا أن حب الوطن لا يتعارض مع حب الله وأن بشرا بلا وطن يحبونه بل ويعشقونه مثل الحيوانات الهائمة بلا هدف.
حب الله والوطن والخير والبشر حالة واحدة لا تتجزأ والمفاضلة بينهم جريمة كبرى وبداية لكارثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة