رغم أن الدكتور محمد البرادعى لم يعلن صراحة رغبته للترشح للرئاسة، لكن هذا الجدل مفيد، فهو يخفف القداسة المبالغ للموقع الرفيع، فهو لا يعنى أكثر من رئاسة السلطة التنفيذية، وهى إحدى سلطات الدولة، بجوار السلطة التشريعية والقضائية. وثانيا لأن هناك كلاما جادا حول تغيير الدستور بما يتيح تخفيف الشروط القاسية، سواء عبر الأحزاب، أو من خارجها، وتحديد مدد الرئاسة بمرتين.
ومع ذلك فلست متفائلا بأن الأمر سيخطى حدود كونه جدلا وليس فعلا سياسيا، وذلك للأسباب التالية:
1- المؤيدون لترشح البرادعى ليسوا تعبيرا عن قوة حقيقية فى المجتمع، قوة تكون قادرة بطريقة ديمقراطية سلمية على دفع عجلة التغيير إلى الأمام. فاختيار الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية هو حلم مشروع لرغبة فى التغيير دون أن تتوفر القدرة على صناعته.
2- فهذا الاختيار هو نوع من "التعلق بقشاية" لقوى عاجزة عن التغيير، ليس فقط بسبب قمع السلطة الحاكمة لها، ولكن لأنها تعانى من مشاكل كارثية فى طبيعة بنائها، تجعلها فاشلة فى تغيير خطابها بما يجعلها أكثر جماهيرية، وفاشلة فى صناعة أبنية ديمقراطية يمكنها من إدارة خلافاتها بطريقة ديمقراطية، ولكنها مثل الحزب الحاكم تنظيمات استبدادية الفرق بينها وبين السلطة الحاكمة ليس فى الجوهر ولكن فى الحجم.
3- ولأنها هكذا، فالأسهل عليها دائما أن تتبنى التغيير من أعلى، أى من رأس الدولة، فهذا يمنحها "شو ضخم" ويبرزها وكأنها أكثر جذرية فى معارضتها للسلطة الحاكمة، وهذا يشبع ذوات قادتها.
4- لذلك هذا النوع من التغيير لا يحظى بشعبية، فالمصريون الذين يخوضون نضالات ديمقراطية يومية ليحصلوا على حقوقهم، ليس فى أولوياتهم هذه الأفكار، ليس كما يدعى الكثير من المعارضين بأنهم "مش فاهمين حاجه"، ولكن لأنهم يريدون تغييرا حقيقيا على الأرض وليس فى الفضائيات. ولأنهم نجاحات حقيقية، خذ مثلا عمال طنطا للكتان التى صرفت لهم وزيرة القوى العاملة بعد إضراب استمر شهور جزء من حقوقهم.
هذا النوع من النضالات الممتدة من أسوان إلى إسكندرية هى التى تغير مصر، هى التى توسع حرية التعبير والتنظيم للمصريين وتجعلهم قادرين على صناعة حاضرهم ومستقبلهم، بدون منقذ يأتى من وكالة الطاقة الذرية أو من غيرها.
جميلة إسماعيل فى استقبال البرادعى وتحمل له رسائل تحذيرية
بالصور: "نوم وأكل" بين صفوف مستقبلى البرادعى بالمطار
أحمد مكى يرفض استقبال القضاة للبرادعى
الإخوان: لن ننسق مع البرادعى
الإخوان والبوتاجاز فى حوار البرادعى مع أديب
بالصور.. حشود الجماهير والقوى السياسية والفنانين والكتاب وشباب الحركات المعارضة فى مطار القاهرة لاستقبال "البرادعى".. والمستشار الخضيرى ينتقد غياب الإخوان
نور: فرصة البرادعى فى الفوز بـ"الرئاسة" ضعيفة
"اليوم السابع" فى وداع البرادعى بمطار فيينا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة