يصل اليوم للقاهرة العالم المصرى د. محمد البرادعى، وأنا كأى مصرى يسعدنى انتماء هذا الرجل لوطنى كعالم جليل، كما أُعضد ما نادى به من إطلاق للحريات السياسية، وتسرنى عودته لبلده، كما أطالبه بأن يخوض معترك العمل السياسى بجدية، وينضم لكتيبة المجاهدين، الذين يواصلون ليلهم بنهارهم من أجل التصدى لاستبداد النظام.
فمرحبا بالبرادعى إذا أراد أن يخوض غمار الإصلاح من الشارع، ويتحمل ما يتحمله المصريون من مآس يومية، مرحبا بالبرادعى إذا أراد أن يقف بوضوح فى وجه النظام دون حسابات أو توازنات، أو حتى مفاوضات على حساب مواطنى مصر البسطاء.
مرحبا بالبرادعى إذا جعل أجندته مصرية 100%، دون المراهنات على الاستقواء بالخارج، بل مرحبا بالبرادعى إذا لم يكتف بوجود دور سياسى وهمى له بعد تقاعده من مهمته بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة وسط أجواء تهافت بعض الأحزاب المفلسة من الكوادر السياسية عليه..
ولكن عليه أن يوضح لنا جميعا أجندة سياسية واضحة المعالم واقعية لا حنجورية، تنحاز للبسطاء لا للصفوة. مرحبا بالبرادعى إذا أراد أن يخوض الانتخابات الرئاسية، لكن دون وضع شروط تعجيزية، يطالب منافسيه أن يحققوها له!
مرحبا بالبرادعى إذا تنازل عن فكرة الجهاد من خلال الحجرات المكيفة، التى تعود على المكوث فيها بفيينا، وصمم على جهاد ديكتاتورية النظام، وقرر الالتحام بفصائل النضال الوطنى، التى سالت دماءهم بواسطة هراوات الأمن فى المظاهرات السلمية.
مرحبا بالبرادعى إذا اعترف بأخطائه فى حق شعب العراق، وكشف ألاعيب اللوبى الأمريكى الصهيونى، التى انتهت باحتلال أرض الرافدين.
مرحبا بالبرادعى إذا صمم على الاستمرار وسط مؤيديه، ولم يستجيب لأى ضغوط سيمارسها النظام عليه فى المرحلة المقبلة، ولا يخشى غضب السلطة عليه.
كما أطالب كل مؤيدى د. البرادعى أن يشترطوا عليه مواصلة طريق الإصلاح لآخره، وألا يكتفوا بالتهليل والتمجيد له، بل عليهم أن يعقدوا اتفاقا واضح المعالم معه، ملزم للطرفين، يقوم على عدم الانسحاب من معركة الإصلاح تحت أى ضغوط.
وفى النهاية أرجو ألا يقابل أنصار البرادعى كلماتى هذه بعاصفة من التخوين والشتائم، التى تقابل كل من تسول له نفسه ويحاول الاقتراب بالنقد أو التحليل لمواقف الرجل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة