براء الخطيب

ضابط المخابرات الفلسطينية عميلا لإسرائيل

الأحد، 14 فبراير 2010 07:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان "فهمى شبانة التميمى" ضابطا فى المخابرات الفلسطينية إلى وقت قريب، ولأنه يعرف أن إسرائيل تستهدف دائما كل رجال الأمن فى الأجهزة الفلسطينية الذين يقومون بحماية الشعب الفلسطينى فهو يعرف أنه لابد وأن يكون مستهدفا من أجهزة الأمن الإسرائيلية التى تخصصت دائما فى تصفية كل القادة ورجال الأمن الفلسطينيين ولذلك فقد ذهب للموساد الإسرائيلى وهو يحمل كل الوثائق الفلسطينية التى حصل عليها وسمح له منصبه الرسمى بالحصول عليها بصفته أحد مسئولى المخابرات الفلسطينية، إنه نفسه "فهمى شبانة التميمى" الذى كانت إسرائيل قد اعتقلته فى القدس الشرقية ووجهت له تهمة "تجنيد شباب من عرب 48 للعمل مع جهاز المخابرات الفلسطينية، وقد ظهر مؤخرا على شاشة القناة العاشرة الإسرائيلية التى تعتبر النافذة الإعلامية لجهاز المخابرات الإسرائيلى (الموساد)، ويعرف الفلسطينيون أن "مائير داجان" مسئول الموساد هو الذى جند "فهمى شبانة" بنفسه حيث قام "فهمى شبانة" بتسليمه الوثائق والمعلومات التى استطاع جمعها طوال الست سنوات الأخيرة وقامت المخابرات الإسرائيلية بفبركة تقرير تليفيزيونى مصور أظهرت فيه صورا لرئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية "رفيق الحسينى" فى وضع جنسى مع سيدة قال "فهمى شبانة" فى تقرير الموساد أن هذه السيدة كانت قد توجهت بطلب وظيفة للعمل فى مؤسسات السلطة الفلسطينية، وقد ظهر "رفيق الحسينى" فى الصور وهو عار مع السيدة فى المكتب، كما اتهم التقرير بعض المقربين من الرئيس عباس وأبنائه باختلاس ملايين الدولارات من خلال التلاعب بأسعار الأرض التى تدعى السلطة شراءها لصالح المواطنين الفلسطينيين، وقد ظهر "شبانة" بنفسه فى التقرير التليفيزيونى قائلا: "أنا أتوجه للأخ أبو مازن اليوم وقد أعلنت عن جزء بسيط مما لدى تجاه بعض الفاسدين ماليا وأخلاقيا، ولكن بعد أسبوعين من النشر سوف أعلن معلومات أكثر خطورة وأكثر دقة مسندة بالبيانات على هذه القناة التلفزيونية الإسرائيلية، حتى تتم ملاحقة كل الفاسدين وفى الوقت ذاته محاسبة رفيق الحسينى وقد قمت بتقديم الوثائق والأدلة على أعمال الفساد ومنفذيها إلى الرئيس عباس، وأنه فى حال لم يتخذ الرئيس الفلسطينى إجراءات ضد المتهمين بهذه الأعمال خلال أسبوعين فسوف أكشف للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلى المزيد من الوثائق، وقد طالبت مرارا باتخاذ إجراءات ضد المتهمين بالفساد والسرقات، إلا أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات ضدهم، ولذلك قررت التوجه إلى الإعلام ورغم أنى لا أتوقع أن تنشر وسائل الإعلام الفلسطينية تقريرا حول الفساد".

"فهمى شبانة التميمى" لم يوضح سبب توجهه لقناة تلفزيونية إسرائيلية وهو يقيم فى القدس الشرقية، كما أنه لم يوضح السر فى توقيت نشر هذا التقرير قبل الانتخابات الفلسطينية القادمة كما أنه لم يقل السبب الحقيقى فى الولع الإسرائيلى بالكشف عن فساد بعض أفراد السلطة الفلسطينية ولم يقل فى التقرير الذى فبركته الموساد عن عشق إسرائيل للشعب الفلسطينى ونضال المخابرات الإسرائيلية فى تخليص الشعب الفلسطينى من الفساد مستعيضة بكشف فساد السلطة الفلسطينية عن النضال فى قتل الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلى فإسرائيل تشن نضالا شرسا لقتل الفلسطينيين لصالح الشعب الفلسطينى كما أن إعلام إسرائيل يشن حملاته النضالية الإعلامية لصالح الشعب الفلسطينى بكشف فساد السلطة بما فيه من فساد رجال الرئيس.

أما الإعلامى الصهيونى "يحزقيلى" الذى أعد التقرير التليفزيونى فقد قال إن "فهمى شبانة كان قد زرع كاميرات تصوير فى مقر الرئاسة الفلسطينية وفى عدد من البيوت لغرض التحقيق الذى يجريه حول الفساد وسرقة الأموال" وهو اعتراف إسرائيلى بتكليفها لضابط المخابرات الفلسطينية الخائن بزرع كاميرات فى مكتب رئيس السلطة الفلسطينية للتجسس عليه وهذا يجرنا لسؤال يفرض نفسه: "ماذا كانت إسرائيل تزرع فى مكتب ياسر عرفات عبر بعض عملائها من الضباط الخونة فى أجهزة الأمن الفلسطينية المسئولة عنها حماس أو حتى فتح؟"، لكن صحيفة معاريف الإسرائيلية التى أرادت تبرئة المخابرات الإسرائيلية من هذا العمل المخابراتى حيث تنسبه- نقلا عن بعض المصادر الفلسطينية الأمنية- قائلة إن ما حدث "ما هو إلا فخ أعده جهاز المخابرات العامة الفلسطينية من أجل صرف رفيق الحسينى رئيس ديوان الرئاسة الذى هو غريم فهمى شبانة الذى كان فى الماضى رئيس دائرة شرقى القدس فى المخابرات العامة الفلسطينية وأن الشابة أرسلت كى تغوى رفيق الحسينى وتوقعه فى الفخ وأن الرئيس الفلسطينى نفسه هو الذى يريد التخلص من رئيس ديوانه ولم تقل معاريف لماذا لم يستبعد "أبو مازن" رئيس ديوان الرئاسة بدون تلفييق هذه المؤامرة؟ وهو الذى يملك الحق فى تعيين أو فصل كل مسئولى السلطة الفلسطينية حيث أكدت معاريف على أن الرئيس الفلسطينى "أبو مازن" قد قرر إقالة "توفيق الطيراوى" مدير المخابرات العامة، ويقول الفلسطينيون أن هذا التقرير التليفزيونى الذى أذاعته القناة العاشرة الإسرائيلية وظهر فيه "فهمى شبانة" كان من إعداد مشترك بين "قسم العمليات الخاصة" و"قسم الحرب النفسية" فى الموساد الإسرائيلى حيث يقوم "قسم العمليات الخاصة" المعروف باسم "المتسادا" بمهام الاغتيالات والتصفية الجسدية والمعنوية للشخصيات الهامة التى تهدد الأمن القومى لإسرائيل بالإضافة إلى أعمال التخريب والإسناد العسكرى وحملات الحرب النفسية كما أن "قسم الحرب النفسية" يتولى مسئولية القيام بالحرب النفسية والحملات الإعلامية الموجهة والعمليات الخداعية، فقدم رجال هذين القسمين "فهمى شبانة التميمى" على أنه أحد المناضلين ضد الفساد فى السلطة الفلسطينية، ومع أننا لا يمكن أن نضع رأسنا فى التراب ونبرئ السلطة الفلسطينية من وجود بعض الفاسدين فى صفوفها ونحن نعرف أن "حسين أبوعاصى" النائب الفلسطينى العام كان قد قدم تقريرا للرئيس الفلسطينى تم بمقتضاه إلقاء القبض على مسئولين نافذين فى السلطة قيل أنهم حصلوا من الدول المانحة- باسم السلطة- على مبالغ تقدر بملايين الدولارات بحجة المبادرة لإقامة مشاريع اقتصادية، لكنهم بعد أن حصلوا على هذه الأموال حولوها إلى حسابهم الخاص، حيث تبين أن هذه المشاريع كانت وهمية، ولكننا لا نعرف أن مقاومة الفساد فى السلطة الفلسطينية تتم بالتعاون الوثيق مع المخابرات الإسرائيلية اللهم إلا إذا كانت إسرائيل قد قررت القيام بالنضال لصالح الشعب الفلسطينى لكشف الفساد فى السلطة الفلسطينية ودعما لحكومة حماس المقالة فى غزة والتى تناضل بحماس كبير ضد فساد السلطة الفلسطينية وبالذات قبل الانتخابات الفلسطينية التى تلوح فى الأفق.

* كاتب وروائى مصرى









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة