هانى صلاح الدين

قلوب ودباديب ومعانى الحب المغلوطة

السبت، 13 فبراير 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب قيمة عظيمة يقدرها كل من دب على هذه الأرض، فهو ضرورة إنسانية لاستمرار الحياة، ويمثل لنا الروح التى تسرى فى الجسد، وإذا فقدناه فقدنا الحياة، إنه الخلطة الربانية التى أسكنها الله قلب الإنسان ليحيا مندمجاً ومنسجماً مع بنى جلدته، وهو الطاقة التى تدفع الإنسان لفعل الخيرات، ويجعل الإنسان يترفع عن أنانيته ويحوله من آخذ إلى معطاء.

من أجل ذلك عززت الشرائع السماوية وعمقت معانى الحب فى النفس الإنسانية، وجعلت له أطراً شرعية يرشد من خلالها حتى يرتفع هذا المعنى النبيل عن النزوات، والألاعيب الخسيسة التى أغرقت معانى الحب فى بحور الرذيلة.

إنه الحب الذى أحله الله ليكون ميثاقاً غليظاً وحبلاً متيناً يربط به قلب الرجل والمرأة بزواج شرعى علنى، ليرتقى بعلاقة المرأة بالرجل إلى أعلى عليين، ويسمو بهما إلى الحب الطاهر الذى أسس له نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى الحياة الزوجية، ولنا فيه أسوة حسنة، فقد جهر بحبه لزوجاته رضوان الله عليهن وعاش أسمى معانى الحب الذى عرفها التاريخ مع السيدة خديجة وعائشة، بل وصل الأمر بهذا الحب إلى أن اللحظات الأخيرة لنبينا فى هذه الدنيا كانت فى حجر أُمنا السيدة عائشة، معلنين للبشرية أن الإسلام جاء ليرسخ المعانى الحقيقية للحب التى ترتكز على الطهارة وسمو المشاعر.

ولكن ما نشاهده هذه الأيام بين الفتيات والشباب ليس حبا بل مهزلة، تدمر كل معانى الحب، فباسم الحب تستباح الحرمات، وتهتك الأعراض، وتغرق المجتمع فى وحل الشهوات، ونجنى من ذلك ثمار تحترق بها الأسر التى تنجرف بناتهم لهوية الزواج العرفى، إنه الحب المدنس الذى يذل الفتيات بعد سقوطهم فى براثن الذئاب البشرية.

ومع بداية شهر فبراير من كل عام، نجد أن شوارعنا اكتست باللون الأحمر، وامتلأت المحلات بالدباديب ومجسمات القلوب الحمراء، وذلك استعدادا لاحتفال ما يسمى بعيد الحب، وفى يوم 14 يعلن الشباب انقلابا على كل القيم والأخلاق، ويغتالون معانى الحب السامية، وتتحول فى هذا اليوم المشاعر والأحاسيس إلى شهوة جامحة، تقتلع أمامها السذج من المخدوعات بالحب الوهمى.

بل ونرى المتسكعين والمتسكعات فى هذا اليوم، على الكبارى والحدائق، فى أوضاع أقل ما توصف بها أنها تهتك الحياء العام، وتنشر الرذيلة بين شبابنا، وعلى الدولة أن تتصدى لهذا الفساد الأخلاقى بكل قوة، كما على الأسرة المصرية أن تغرس قيم العفة، والحياء وطهارة السريرة فى أبنائها، وعلى المؤسسة الدينية الرسمية أن توعى أبنائنا بإثم العلاقات العاطفية خارج أطار الزواج، حتى ننقذ أبنائنا من السقوط باسم الحب فى الفساد الأخلاقى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة