لم أفرح كثيراً بخبر صدور صحيفة "العاصمة"، ليس اعتراضاً على الزملاء الأعزاء الذين يصدرونها، فرئيس التحرير زميل عزيز وصحفى متميز هو الأستاذ رفعت رشاد. ولكن اعتراضاً على أنها صادرة عن جهة حكومية هى محافظة القاهرة ويرأس مجلس إدارتها المحافظ الدكتور عبد العظيم وزير، فإصدار الصحف ليس مهمة المحافظة ورئاسة مجالس إدارة المؤسسات الصحفية ليست مهمة المحافظين.
رغم أن صدور صحيفة جديدة حدث يدعو للبهجة، بل ويعطينى الأمل فى إصلاح أحوال البلد، فالصحافة دورها الأساسى هو منح المجتمع حقه فى المعرفة، معرفة ما يحدث، حتى يستطيع الناس اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بشئونهم.
لا أريد أن أكون سخيفاً وأصادر على الزملاء الأعزاء، ولكن المتوقع أن تكون الصحيفة الوليدة لسان حال المحافظة، ومعبراً عن إنجازاتها ومتحدثة باسم محافظها، وتكلفتها من أموال دافعى الضرائب.، وهذا ليس دور الصحافة، ولا هو دور المحافظة، فالأخيرة جهة تنفيذية مهمتها الخدمات والسكن والعلاج وغيرها، وهذه هى الوسيلة التى يجب أن تعبر به عن نفسها، وهذه هى الوسيلة الوحيدة التى تصل بها إلى الناس.
ثم إن تجربة إصدار جهات تنفيذية لصحف ومجلات ومواقع إلكترونية ليست مبشرة بالخير، فكلها فشلت فى أن تكون صوتا مستقلا، ليس فقط عن الحكومة وأجهزة الدولة التنفيذية، بل وفشلت إلى حد كبير فى أن تقوم بدورها الأساسى وهو تقديم خدمة إجبارية متميزة تمكن المواطنين من ممارسة نوع جاد من الرقابة على الحكومة.. فهل منطقى أن تصدر الحكومة صحف لكى تراقب نفسها.
كان الخبر سيكون مفرحاً أكثر بكثير لو كانت هذه الصحيفة وغيرها صادرة عن مواطنين، يمارسون حقهم فى إصدار الصحف دون أى عقبات.. لكنها تصر على اغتصاب حقوقنا، وتصر على أن تنفق أموالنا فى الدعاية لنفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة