هل يبدو الشعب المصرى أمامكم بكل هذه السذاجة حتى تمنحوه هذا الكم من الأكاذيب؟.. نحمد الله أن النائب العام عقد مؤتمراً صحفياً ذكر فيه المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة حقيقة شبكة الجاسوسية التى أثير حولها كثير من الشائعات خلال يومين، كان آخرها كذبة محكمة من إحدى الصحف اليومية نشرت فى صدر صفحتها الأولى أن شبكة التجسس تضم 4 مصريين من بينهم لاعبة كرة سلة سابقة، بالإضافة لضابطين إسرائيليين..
ما كشفه المستشار هشام بدوى أن الشبكة تضم مصريا واحدا محبوسا واثنين إسرائيليين هاربين، إذن فالصحيفة التى كنا نثق فيها أخطأت فى ثلثى الخبر، ماذا لو كنا صدقناها، لكان لاعبات كرة السلة المصريات السابقات تشك كل واحدة فى الأخرى، وكنا أكلنا الخبر بأكاذيبه وشربنا عليه كوبا آخر من التخريف، كان ممكنا جدا أن يتسبب عدم الدقة فى نشر ما لا حصر له الشائعات التى تضر هيئات وشركات تمتلك من النزاهة ما لا تمتلكه صحف كبرى من الصدق.
تلك الأكاذيب الكبرى تكشف داءً عضالا يضرب بأسنانه الخبيثة فى جسد الصحافة المصرية، يجعل المبدأ الوحيد الذى يشكل سياسة تحرير الصحف "كلما زاد عدد قرائك فلا تخش أن يكذبك أحد" هؤلاء لا يعلمون أن مصداقية أى صحيفة مثل الجسد إذا سقط منه جزء تداعت بقيته حتى صارت مثل الثوب البالى لا يستر ولا يقى من البرد.
لا أحد إذن يلوم تلك الصحيفة التى تقول إنها كبرى على سقطتها، طالما لا ترى سوى نفسها، لكن الواجب المهنى ومقتضيات الزمالة تقتضى أن نحذرها من هوة عميقة اسمها الفشل، أول انزلاقة فيها هى أنك تستخف بالقارئ، ولا تعطيه حقه فى المعلومات الصحيحة بعد أن ترهق نفسك فى التأكد من دقتها، قبل أن تتحول الصحافة من كلمة صادقة ورأى مخلص إلى مهرج فى سيرك يضع على وجهه كل الألوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة