سعيد شعيب

انتهازية سياسية

الإثنين، 08 نوفمبر 2010 12:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت من المتفائلين بالمجمعات الانتخابية للحزب الوطنى، ولكن قائمة المرشحين التى أعلنها الحزب الوطنى أمس، أكدت لى أننى كنت مخطئاً وكان تفاؤلى فى غير محله، فقائمة المرشحين لم تحترم بنسبة كبيرة الفائزين فى هذه المجمعات الانتخابية، بل وتضمنت سلوكا سياسيا غير مسبوق، وهو وجود أكثر من مرشح للحزب الوطنى على المقعد الواحد، وهو ما يعنى أن الحديث المتكرر حول الالتزام الحزبى كان محض دعاية سياسية كاذبة، وأنه على أرض الواقع ضحت قيادات الحزب بكل المعايير التى يمكنها أن تبنى حزبا قويا، لصالح الفوز بأغلبية المقاعد حتى لو كان الثمن هو انهيار الحزب ذاته.

الانهيار هنا له جانبان، الأول هو أن أعضاء الحزب فقدوا ثقتهم فى آليات اختيار المرشحين، فإذا كانت الاختيارات مبنية على الموائمات وعلى إرضاء الأقوياء، فلتذهب إذن المجمعات الانتخابية إلى الجحيم، وليعود الحزب كما كان قبل "الفكر الجديد" للاختيارات العشوائية غير الخاضعة لأى معايير واضحة ومعلنة.

وبالتالى يعود الحزب إلى المربع صفر الذى كان منذ تأسيسه راكدا فيه، وهو أنه فى الأساس تجمع لمصالح المستفيدين من وجوده فى الحكم، وليس حزبا له مبادئ وبرامج يدافع عنها ويحاول إقناع الشارع بها.

الانهيار الثانى هو أمام الناخبين، فهناك أكثر من مرشح للحزب ومن ثم على أى أساس يختار المواطن، من المؤكد أنه سوف يختار على أساس معايير شخصية، لا علاقة لها على الإطلاق بالحزب ككيان سياسى.

لذلك دعنى أقول بقلب مطمئن أن الحزب الوطنى وقياداته قد ضمنوا بهذه الطريقة الانتهازية الفوز بأغلبية مقاعد مجلس الشعب، ولكنهم خسروا ما هو أهم وهو وجود كيان حزبى قادر على الحياة خارج حضانة الدولة التى يسيطر عليها الحزب الحاكم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة