متى يعقلون؟ لن تنفع كل حيل الحزب الوطنى فى تعليق ما حدث فى العمرانية فى أى رقبة، فلن يصدقهم أحد، فأهل المنطقة من المسلمين لم يكونوا طرفاً فى الأمر، بل ويمكن القول إنهم متعاطفون مع إخوانهم المسيحيين، فجنازة الشاب مكاريوس جاد شاكر، 19 عامًا، فى سوهاج، حضرها 2000 مسيحى ومسلم، حسب ما نشره الزميل محمود مقبول على موقع اليوم السابع، وهذا مؤشر إيجابى، بعد وقائع كثيرة كان الطرف الرئيسى فيها مسلمون متطرفون يرفضون بناء كنائس..
إذن فالأمر هذه المرة معلق فى رقبة الحزب الوطنى الحاكم وحده، فهو المتسبب الرئيسى فيما وصلت إليه حالة الاحتقان، ولن ينفع قادة هذا الحزب الالتفاف على القضية الأصلية، وهى أن بناء دور العبادة حق لكل المصريين ولابد من تنظيمه فى قانون موحد لدور العبادة، وهو موجود بالفعل فى أدراج الحزب الحاكم وحكومته منذ سنوات طويلة..
لذلك وهذا على سبيل المثال، فالحديث عن "أصابع أجنبية" والتلميح بأنها إسرائيلية، مثلما قال الدكتور مصطفى الفقى منذ عدة أيام فى جامعة عين شمس، لا يمكن أخذه بجدية، فهذه الأصابع ليست هى التى تمنع بناء الكنائس، ثم إنه من المستحيل لأى أصابع أن تفعل أى شىء لو أن عقلاء السلطة الحاكمة نزعوا فتيل هذه الاحتقانات، كما أن حصر الأمر كما قال الدكتور على الدين هلال للمراسلين العرب والأجانب فى مخالفة قانونية، فالمبنى كان إداريًا وتحول إلى كنيسة، هو نوع من التجاهل السياسى للمصيبة الكبرى وهى أن هناك مصريين لا يستطيعون ممارسة حقهم كمواطنين فى بناء دور عبادة، كل هذا لن ينفع الحزب الوطنى هذه المرة، فأصابعه هى المسئول الأول عن أى حريق قادم فى البلد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة