بدون شك الحكم الذى صدر ببراءة الزميل علام عبد الغفار من تهمة التزوير يدعو للبهجة، بعد أن حكمت عليه محكمة أول درجة بالسجن 15 عاماً. فالزميل الذى أعرفه جيداً فى الفترة التى عملت بها مديراً لتحرير موقع اليوم السابع، تجعلنى أقول بثقة أن علام من المستحيل أن تحوم حوله أى شبهات أخلاقية، فهو من النوع الذى كنت اسميه "صحفى ممتاز ملوش مشاكل"، أى من النوعية التى تجتهد بصدق فى أن يكون لها إنتاج إخبارى متميز، وفى صمت وبدون شوشرة.
وهؤلاء قلة فى مهنة صاحبة الجلالة، لكن هذا ليس السبب الوحيد، فالسبب الثانى لفرحتى هو أن هذا الحكم انتصار لـ"اليوم السابع"، فلم يتردد خالد صلاح، رئيس التحرير، فى نشر تصويب وتصحيح عندما تم اكتشاف أن المستندات التى تم دسها على زميلنا علام مزورة، وهو ما يعنى أن هذه المؤسسة تحترم قارئها ومصدرها، وتحترم أيضاً مصداقيتها، ولا يضيرها الاعتذار، فالكبار فقط هم الذين يعتذرون.
أما السبب الأخير، فهو أن الحكم السابق بالسجن 15 عاماً، وهو حكم قاسى وغير مسبوق فى قضايا النشر فى تاريخ الصحافة المصرية، كان سيؤدى إلى كوارث كبرى. أخطرها على الإطلاق أنه سوف يغل يد الصحفيين عن نشر أى مستندات تكشف فساداً، فساعتها سيقول الواحد لنفسه "الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح"، وخاصة أن الصحفيين لا يملكون مصلحة أدلة جنائية ولا مباحث يمكنهم من خلالها التأكد بشكل يقينى من أن مستنداتهم وأدلتهم صحيحة، وليس أمامهم سوى أن ينشروها ويحصلون على ردود الأطراف الأخرى. ولذلك فالحكم ببراءة علام ليس فقط انتصار لزميلنا العزيز ولا انتصار لـ"اليوم السابع"، ولكنه انتصار لحرية الصحافة فى بلدنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة