من الصعب أن تكتب عمن تحب، فمن أين تأتى بالكلمات، ومن الصعب على أن أكتب عن "اليوم السابع" التى كنت حتى شهرين مضوا مديرا لتحرير موقعها الإلكترونى، وأشعر أنهم سنوات، ولا أصدق حتى الآن أننى اتخذت هذا القرار القاسى على قلبى، أن أفارق من أحب.
فسوف أظل مغرما وأتمنى العودة التى ستكون قريبة إن شاء الله، وسوف أظل ممتنا لأننى كنت من المشاركين فى صناعة هذا النجاح الاستثنائى. فالصحافة ليست فقط أخبارا، ولكنها بشر من لحم ودم يصنعونها بكفاءة وإخلاص، ويعطونها من أرواحهم، فالصحف كما كان يقول رئيس التحرير خالد صلاح أرواح.
هناك أسباب كثيرة لنجاح "اليوم السابع"، ولكن أهمهم هو: إرادة النجاح + خيال جامح + تدريب جاد. والحقيقة أن معظم القائمين على هذه التجربة من محررين وقيادات كانوا هذه الأدوات. ومن لم يكن لديه، اجتهد حتى يصبح مثل زملائه، فالنجاح معدٍ. فكما كنت أقول لزملائى المحررين الشبان، أن النجاح قرار فردى، قد تعطلك ظروف معاكسة، وقد يعطلك من يكرهون الصحافة والحياة، ولكنك فى كل الأحوال ستحقق ما لا يقل عن 70% من أحلامك حتى لو كانت مستحيلة.
هذا ما حدث فلم يكن أحدا يتعامل باحترام مع المواقع الإلكترونية الإخبارية، فالمصادر كانت تطلب النشر فى الجريدة الورقية، والمعلنون لا يعرفون هذه الميديا الجديدة، ومعظم الصحفيون غير مدربين على العمل فيه، فهى تستند على ذات القواعد المهنية ولكنها تحتاج إلى إيقاع مختلف وآلية عمل مختلفة عن الوسائط الأخرى (مسموعة ومرئية ومطبوعة)، لكن تدريجيا تغير كل ذلك، لأن هناك إرادة نجاح، ولأن هناك اجتهادا حقيقيا فى ابتكار طرق فى الإدارة والتحرير تلبى احتياجات هذا الوسيط الإلكترونى المذهل، وإذا فشلت نجرب غيرها وغيرها حتى نصل إلى الهدف.
إنه الخيال إذا اجتمع مع إرادة النجاح يصنع هذه الاستثناءات فى الحياة، فلم يكن أى من المشاركين فى صناعة هذه التجربة الفريدة خبيرا بالمواقع الإلكترونية الإخبارية، لكن كانت هناك مذاكرة دائمة للجديد فى العالم، كما كان هناك اجتهادات لامعة لحل العقبات التحريرية والإدارية
إنه الإصرار والخيال الذى نملكه جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة