أخيراً تحقق حلم صديقى وائل فاروق، ونجح فى عقد مؤتمر "لقاء القاهرة"، الذى بدأ أمس فى قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة، تحت عنوان "الجمال فضاء لحوار الثقافات"، فقد ظل صديقى الدؤوب يعمل لأكثر من عشر سنوات على نوع مختلف من الحوار. ليس حوارا دينيا، فالأديان بطبيعتها مختلفة، بل ومتناقضة، وفى أحيان كثيرة تنفى بعضها البعض.
ولم يعمل أيضا على حوار الثقافات، فللأسف تعطله الصور النمطية الجاهزة، التى شكلتها بقسوة السياسة والصحافة والإعلام.
لكن وائل كان مشغولاً بنوع آخر من الحوار مبنى على الخبرة الشخصية، بمعنى ضرورة عقد لقاءات مباشرة بين ثقافات وحضارات مختلفة على أرضية الحوار، ليس فقط فى المشتركات، ولكن فى السؤال الأهم: لا يوجد حوار دون معرفة حقيقية، وكيف نستفيد من اختلافاتنا، وكيف نتقارب من خلالها.
على هذه الأرضية أسس وائل مركز "تواصل"، وشارك فى مئات اللقاءات خارج مصر ومحاضراً وأستاذاً جامعياً لامعاً فى شتى بقاع الأرض، يملك اجتهادات غير مسبوقة تقدم جوهر ديننا الإسلامى، وتزيح من على كاهله سنوات وسنوات من الجهل والتخلف والاستغلال السياسى الردىء.
إذا كان وائل هو صاحب فكرة "لقاء القاهرة" ومحركه، فقد شاركته كتيبة مؤمنة بهذه الطريقة فى الحوار بين الشعوب، تقودها المستشارة تهانى الجبالى عضو المحكمة الدستورية العليا وصديقى القاضى حسام مكاوى رئيس محكمة جنوب القاهرة.
فالحقيقة إن عقد هذا اللقاء بكل هذا النجاح، يؤسس لصناعة آليات غير حكومية لتدعيم المحبة والتسامح، كما أنه يثبت بدون شك أن هناك إرادة حقيقية فى مجتمعنا لمواجهة قوى التطرف والتعصب والإرهاب. ففى القاعة المهيبة لجامعة القاهرة كان موجودا مسيحيون ومسلمون، بل وتطوع شباب من الديانتين لإنجاح هذه الاحتفالية. وعندما سألهم صحفى إيطالى: أين المسلمون والمسيحيون، رفضوا الرد عليه، وطلبوا منه الرحيل.
فهنا لا يوجد سوى مصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة