جمال العاصى

الدستور والفلوس

الإثنين، 18 أكتوبر 2010 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأنه تشريع غير مكتوب ومتفق عليه ضمنياً أن يظل الصحفيون فقراء، وزينتهم فى الحياة الدنيا تزداد عندما يسيرون فى مناكبها "مفلسين".. والويل كل الويل إذا تم ضبط صحفى يملك أشياء، وأصعب وأعجب الأشياء إذا كان يملك نصيباً فى صحيفة رغم أنه أسسها بعرقه ودمائه وأفكاره وخياله، وتعرض من أجل الصحيفة لكل الضغوط العصبية والنفسية.. وكانت التغييرات المناخية من رياح عاتية وبرد قارس وزعابيب يتحملها وقت القسوة وحده.. ونسى المنظرون الجدد الذين يتفننون يومياً لمعايرة إبراهيم عيسى صاحب تجربة "الدستور" الفريدة أنه قدم صحافة جمعت كل ألوان العمل الصحفى.. بل نسى هؤلاء أيضاً أنه هو الذى حرض رجال الأعمال وفتح عيونهم على أن هناك مشروعات استثمارية اسمها الصحافة، وطبقاً للمثل الشعبى القديم الذى يؤكد أن طباخ السم بيدوقه، فكان نصيب عيسى أنه ذاق هذا السم وبات له حصة فى الدستور تقارب الـ10%.. وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فأرى أنه عادل، ويستحق الكاتب الكبير أكثر من هذه النسبة، وحتى إذا باعها وحصل على ملايين الجنيهات فهذا فخر كبير أن يتحول كاتب صحفى إلى مليونير من هذه المهنة المهمة.

وأزعم أنه شرف لكل الصحفيين، وإلا فلماذا كانت سعادتنا غامرة عندما حصل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على ملايين الجنيهات من قناة الجزيرة فى حلقاته وذكرياته التى يسردها بانتظام.. ولماذا لم يتم شن هجوم ضد هيكل لأنه بات من أصحاب الملايين.. المهم يا سادة مصادر تلك الملايين أهى "حلال بلال" أم "حرام بين".. هل جاءت من رحم الابتزاز واللعب على أحبال رجال الأعمال.. أم جاءت من كتابة الكر والفر التى بات يتبعها البعض ليحصلوا على أراضٍ وفيلات ومجوهرات، أم جاءت من الشراكة والمشاركة التى يعقدها البعض الآن فى مشاريع وحصص كبيرة مع مسئولين كبار.. هناك أسماء صحفية تمتلك ملايين كثيرة حصدوها من أعمال غير صحفية ولم يمسها أحد.. وهناك تواطؤ كبير يحدث الآن لفرض السكوت عن كشف ملف الملايين الملوثة لهؤلاء الإعلاميين الجدد أو المبتزين الجدد.. ولكن إبراهيم عيسى الذى ساهم فى تقديم كوادر صحفية كبيرة.. وساهم فى انتفاضة جمهور عريض آمن به.. نتهمه الآن بأنه يمتلك 10% من صحيفة هو مؤسسها وكأن عيباً كبيراً أن يرث الإنسان فى عمل شريف شارك والده الروحى عصام إسماعيل فهمى فيه.

وأقول لهؤلاء الغوغائية اتركوا عيسى لأنكم لن تؤثروا فى نجوميته، ولن تنال شوشرتكم الخادعة من تاريخه.. لأنه صنع تاريخاً صلداً.. صلباً لا تهزه ولا تؤثر فيه كتاباتكم.. وأقول بلاش انتم تشمتوا فى إبراهيم عيسى وبلاش تتكلموا عن الـ10% عشان خاطر النبى على رأى المثل "اللى بيته من إزاز ما يحدفش الناس بالطوب"!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة