من الحسنات الكبيرة لمؤتمر "قوانين وسياسات الإعلام والأنترنت فى العالم العربى"، مشاركة صحفيين من دول آسيا الوسطى، وهى التى يطلقون عليها الديمقراطيات الناشئة. فقد كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتى السابق، وعندما انهار استقلت بطريقة سلمية، وهى كازاخستان, أوزبكستان، تركمانستان، قيرغيزستان وطاجيكستان ومنها ما هو يتمتع بالحكم الذاتى داخل الدولة الروسية ومنها الشيشان، أنجوشيا، داغستان، بلقاريا، أوستيا الشمالية، وأديجيا.
هذه المنطقة ترتبط بالعالم العربى مشتركات دينية وثقافية، فالديانة السائدة هناك هى الإسلام. وقد غزاها العرب فى القرن الهجرى الأول وأسموها "بلاد ما وراء النهر". ثم أطلق عليها الأوروبيون اسم بلاد ما وراء النهر، إشارة إلى النهرين العظيمين اللذين يحدانها شرقا وغربا: نهر السير داريا (2212 كم) والآمور داريا (1415 كم)؛ وبالعربية نهر "جيحون" ونهر "سيحون" وهى استعارة كما يقولون من أسماء أنهار الجنة.
آسيا الوسطى اشتهرت منها مدن كانت منارة للحضارة الإسلامية، ونعرفها جميعا، منها: سمرقند وبخارى وطشقند وخوارزم. ومن هذه المنطقة خرج أعلام مثل: الخوارزمى، والفارابى، والبخارى، والترمذي، وابن سينا، والجرجاني، والسجستاني، والبيرونى.
يمكنك أن تقول إن هذه الدول رغم استقلالها حديثا، فحالها قريب من حالنا. فحسبما قال الصحفى نيورزهان بيسيمبيف فى المؤتمر الذى نظمه مركز حماية الصحفيين بالتعاون مع مؤسسة انتر نيوز، أنه رغم الاستقلال، ووجود نشيد وجيش وعلم، أقصد كل مقومات الدولة، فمازال الاتحاد السوفييتى يتحكم فى كازاخستات واخواته، فالرئيس هو كل شىء، سلطاته غير محدودة وتتمحور حوله كل أجهزة الدولة، وبالطبع محصن ضد النقد سواء جاء من الصحافة أو من غيرها.
كما أن السلطة الحاكمة تحتكر النسبة الأكبر من الصحافة والإعلام، والبقية وزعتهم على القريبين من الرئيس ورجاله، وهم الذين وزعت عليهم من قبل الثروة.
ألم أقل لكم إن حالهم قريب من حالنا، هم ديمقراطيات ناشئة ونحن أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة