أرجو ألا يغضب منى شباب وشيوخ جماعة الإخوان المسلمين بسبب العنوان المكتوب بالأعلى، كما أدعو الله أيضا ألا تطالنى اتهامات بأنى "مزقوق" من النظام أو الأمن عليهم لإفساد صورتهم فى الشارع، لأن هذه التهمة أكبر من إمكانياتى بكثير، ولكننى أريد أن أبوح للجماعة ببعض مما يلتبس علىَّ فيما يفعلونه هذه الأيام، من استخدام لفتيات يافعات لكى يكن خط مواجهة أول عند أول صدام مع النظام، فما حدث فى فرع جامعة الأزهر بالزقازيق، يندى له الجبين، فإن صحت رواية الفتيات بأن رجالاً من الأمن حاولوا تفتيشهن ذاتيا، فهذا عار لا يمحوه إلا أن يفتح فيه تحقيق نزيه يعيد للفتيات حقهن، أما إن صحت رواية الأمن فتلك مأساة أخرى، فكيف ترضى الجماعة لنفسها أن تظهر أمام الناس بأنها مضطهدة وكرامة فتياتها مهانة، بالكذب والتلفيق والاختلاق، كيف تقبل وهى الجماعة التى تعتبر نفسها أكبر فصيل معارض، أن تختبئ خلف بضعة طالبات لا حول لهن ولا قوة.
الإخوان يلعبون السياسة كأى تيار آخر، وقوده الشباب والفتيات، بينما يختبىء الكبار فى المكاتب المكيفة وخلف كاميرات التصوير، وهى حيلة جيدة تنفع فى كثير من الأحيان، وربما كانت هى الموضة فى السنوات الأخيرة، فالإخوان فكما لو أنهم استبدلوا رمزهم من "أعدوا" بجملة "سنعارض النظام حتى آخر شاب وفتاة فى الجماعة".
وفى مسألة فتيات الجماعة ثمة ما يغيظ، فطبيعة المصريين ترفض أن يحتمى الرجال بالنساء حتى وإن كان فى السياسة التى لا تعرف المستحيل، وهذه الطريقة تنقلب على صاحبها لأن الناس تشمئز من مشاهد الفتيات المحجبات والمنقبات فى مواجهة خوذات الأمن المركزى، وإن كان هذا المشهد يستغله الإخوان للتأكيد على القوة الغاشمة للدولة فى مواجهة جماعة سلمية منكسرة، وهو منطق يفتقد للرجولة والشهامة بل والتحضر أيضا، لأنك إذا كنت تعرف أن عصى الأمن لا تفرق بين المذكر والمؤنث، فهل ترضى أن تصدر حريمك لها لتستدر عطف الآخرين، ثم إنه عار على الجماعة أن تغير شعارها من "الإسلام هو الحل" إلى شعار آخر هو "كيد النساء غلب كيد الرجال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة