محمد الدسوقى رشدى

الفرق بين العرب وإسرائيل فى أمريكا

الجمعة، 01 أكتوبر 2010 01:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى واشنطن يمكنك أن تقابل المسئولين بسهولة، ويمكنك أن تسأل ما تريده من أسئلة دون اتفاقات مسبقة أو خوف من ردود فعل مجهولة، فى واشنطن يمكنك أن تهاجم وتنتقد بلا حساب، ويمكنك أن تعترض بحرية ويمكنك أيضا أن تحصل على إجابات كثيرة لأسئلتك أو اعتذار بعدم الاختصاص للإجابة عن السؤال أو عدم المعرفة هكذا بكل صراحة ووضوح دون لف أو دوران أو ألاعيب الحاوى وفنون الكذب التى يتقنها السادة المسئولون فى القاهرة وبقية البلدان العربية.

فى واشنطن سألت "كيلى أرينا" الصحفية الشهيرة صاحبة ايمى أوورد وصاحبة أشهر التغطيات على شاشة cnn عن سر تفوق اللوبى اليهودى "إيباك" وقوته فى الولايات المتحدة وعدم قدرة العرب والمسلمين على صناعة منظمة ضغط فى حجم "إيباك"؟

كيلى لم تعطنى إجابة واضحة وصريحة فقط تحدثت عن قدرتهم على التنظيم وقدرتنا الرائعة على الاختلاف قالتها بسخرية كنت مجبرا على تقبلها لأنها حقيقة، ولكن فى منظمة "venable" وهى مؤسسة أو جماعة ضغط معروفة وشهيرة وتقدم استشارتها وتعمل كوكيل لعديد من الدول أو الكيانات الكبرى التى لها مصالح فى الولايات المتحدة، وفى جلسة طويلة مع مديرها "Michael Ferrell" حصلت على كثير من التفاصيل التى شكلت فيما بعد إجابة واضحة وسهلة على السؤال الذى طرحته على "كيلى أرينا" وعلى كل مسئول أمريكى قابلته فى واشنطن ونيويورك.

مايكل كان صريحا وواضحا ومرحا وقاسيا فى وصفه لحال العرب فى بعض الأوقات، طبيعة عمله كانت واضحة بالنسبة لى فهو رجل قادر على تشبيك المصالح ويملك قدر لا بأس به من العلاقات والخطط والطرق التى تمكنه من تحقيق أهداف عملائه سواء كانوا من الدول أو الشركات الكبرى عبر الضغط على المؤسسات والمنظمات والإعلام، سألته عما إذا كان قد سبق وتعاون مع دول عربية وفى أى قرارات أو قضايا.. منحنى الإجابة ولكنه طلب ألا تكون للنشر ولكنه فى نفس الوقت عاد وأكد على أن الدول العربية عموما لم تؤمن بشكل حقيقى بجماعات الضغط وهذا هو السبب الحقيقى فى عدم قدرتها على صناعة لوبى قوى داخل الولايات المتحدة بخلاف سبب أهم قاله "مايكل" وهو عدم إدراك الدول العربية لضرورة اتخاذ أحد الخيارين إما أن يتحركوا ككتلة واحدة تدرك أن مصالحها واحدة أو تتحرك كل دولة منهم بشكل مستقل دون أن تفكر فى الأخرى أو دون أن تعيقها أى من شوائب التاريخ والوحدة والأمة العربية وغيره من المصطلحات.

"مايكل" ذلك الرجل الستينى النشيط بدأ يفسر لى سر تفوق اللوبى اليهودى فى واشنطن وقال فى البداية يجب أن تؤمن أن "إيباك" جماعة ضغط قوية نعم ولكنها لا تملك ذلك النفوذ الذى تتحدوثون عنه فى الدول العربية، أنتم تمنجونها أكبر من حجمها بكثير، ثم أضاف الرجل قائلا: "مشكلة العرب أنهم يظنون أن جماعات الضغط عبارة عن إنفاق أموال كثيرة ويظنون أن اللوبى اليهودى قوى لهذا السبب وهو فهم خطأ تمام، "إيباك" ناجحة لأنها تملك القدرة على الاستمرار وتملك الإصرار والتصميم والشغف بجانب المال والنظام، فهى منظمة لدرجة أنها لا تترك كاتبا أو مذيعا أو مسئولا إلا ويصله منها إيميل أو رسالة شكر أو تهنئة على مقال جيد أو تصرف محترم، "إيباك" لا تترك مناسبة لسيناتور سواء كانت فرحا أو حزنا إلا وهنأته ووقفت بجواره، لا تترك أى ناجح فى انتخابات حتى ولو كانت انتخابات بلدية صغيرة إلا وهنأته بنجاحه، وهى بتلك التصرفات تقدم بطاقة تعريفها للجميع وحين يحين وقت حاجتها لواحد من هؤلاء تكون قد قطعت نصف المسافة من قبل يكون قدر عرفها جيدا ولا تحتاج هى إلى تضييع الوقت فى تعريف نفسها، "ايباك" تفعل كل ذلك وأنتم لا تفعلون.. تنفقون الأموال.. تلقون الملايين فى أيدى السفراء أو جماعات الضغط أو على شكل هدايا ثم تتخيلون أن الأمر قد انتهى لصالحكم، تتحركون أثناء الحدث أو أثناء توابعه بينما إيباك أو اللوبى اليهودى يتحرك قبل ما يحدث بمراحل.. هذا هو الفرق الجوهرى الذى حدده "مايكل" وهو للأسف فرق بسيط أدركه حسب كلام "مايكل" سفير عربى واحد هو السفير اليمنى الذى يرى مايكل أنه بدأ بالتحرك وأنشأ شبكة علاقات محترمة مستخدما تلك الطريقة فى التواصل وهو أمر جلب للرجل احتراما فى الأوساط الأمريكية على عكس ما يحدث مع سفير مصر وسفير أمريكا اللذين يتحركان ببطء ويؤمنون بنظرية التاريخ وحجم الدولة وإنفاق المال وفقط، مايكل عاد وتحدث عن السفير المصرى ووصف تحركاته بالعادية أثناء أزمة المعونة داخل الكونجرس وقال إن الرجل تغاضى عن الزمن وعما يحدث وتخيل أن استقدام عدد من المثقفين المصريين لشرح وجهة النظر المصرية لبعض من الشيوخ أو المنظمات وإنفاق بعض الأموال أمر كفيل بإنهاء مهمته وغسل يديه منها وهو أمر يدل على عدم الاهتمام وعدم الإدراك العربى لكيفية سير الأمور فى واشنطن أو فى العالم أجمع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة