سعيد شعيب

على جمالو

السبت، 30 يناير 2010 01:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كان ما سمعته صحيحا، فهذا أمر لا يليق ببلد بمكانة مصر.. لقد تناثرت إشاعات تؤكد أن السلطات المصرية أبلغت السلطات السورية أنها لا ترحب بالصحفى على جمالو مراسلا من القاهرة لوكالة الأنباء السورية، والسبب أنه كان أحد الذين ينتقدون بعنف يصل أحيانا لحد السباب، السلطة الحاكمة فى مصر وخاصة فى أثناء العدوان الصهيونى الغاشم لغزة.

الحقيقة أننى لست متأكدا من الأسباب، ولكن فى كل الأحوال لا يجوز منع صحفى من ممارسة عمله فى بلدنا، لمجرد خلاف فى وجهات النظر السياسية، فالمنطقى أن يدافع جمالو يدافع عما يتصور أنه صحيح، وهو موقف حكومته مما يحدث فى المنطقة، والمنطقى أن ترسل السلطات السورية صحفى ليس معارضا لها، فهو سيكون مراسلا لوكالة أنبائها الرسمية.

قابلت جمالو فى دمشق منذ عامين تقريبا، ودار بنى وبينه حوارا طويلا، نشرته على موقع اليوم السابع، ودعنى أقول أننى كنت معجبا به رغم خلافى السياسى معه، أولا لأنه شجاع، فقد رحب بمقابلتى رغم التعليمات الأمنية هناك بحصارى ومنع مقابلتى لأى مسئول أو صحفى سورى.. والسبب الثانى أنه أجاب بصراحة على كل أسئلتى باعتباره رئيسا لتحرير موقع شام برس، حتى تلك المحرج منها، والتى يمكن أن تسبب له مشاكل.

السبب الثالث لإعجابى به، رغم خلافى العميق معه، أنه يراهن على المستقبل، بمعنى أن الانفتاح السياسى فى سوريا قادم قادم، ولن يستطيع أحد منعه، وفى رأيه أن بعض القيادات السورية، وخاصة فى الإعلام، تعطل ما هو آت حتما.

هذا لا يعنى أنه معارض للسلطة الحاكمة هناك، ولكنه مؤيد مخلص لجوهر سياسات بشار الأسد، وهذا ليس مبررا على الإطلاق لأن يتم منعه من العمل فى مصر، فهو ليس إرهابيا يحمل السلاح، فهو صحفى صاحب رأى.

ثم أننا ليس لدينا ما نخفيه، ولو كانت هناك نية الإخفاء، ففى ظل ما نعيشه من ثورة الاتصالات، أصبح المنع يقترب من المستحيل، ولو افترضنا أن الحكومة تستطيع، فهذا منطق الفشلة الذين يخافون، وليس منطق الشجعان الذين يستطيعون الدفاع عن وجهات نظرهم.
فلا يليق ببلد بمكانة مصر أن تخضع لهذه التصرفات الصغيرة، مثلما يفعل النظام الحاكم فى سوريا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة