جمعنى لقاء بالصدفة مع المخرجة أسماء البكرى فى برنامج «حياتنا» على قناة العقارية ودار بيننا حديث طويل عن الإنتاج السينمائى المصرى والصعوبات التى أصبحت تواجه الكثير من المخرجين الجادين وأسماء البكرى هى واحدة من المخرجات المصريات اللاتى تربين فى شركة أفلام مصر العالمية مع المخرج يوسف شاهين وقدمت العديد من الأفلام التسجيلية والروائية منها «شحاذون ونبلاء»، و«كونشرتو درب السعادة»، وأخبرتنى أسماء فى أسى شديد عن سيناريو شديد التميز انتهى من صياغته معها كاتب السيناريو ناصر عبدالرحمن عن رواية «خالتى صفية والدير» للكاتب والروائى المصرى الذى يتميز برهافة الحس بهاء طاهر وتعد من أهم الراويات فى الأدب العربى على الإطلاق وصاغها بهاء طاهر فى عام 1991 -وتحولت إلى مسلسل تليفزيونى- وتدور أحداثها فى صعيد مصر من خلال قصة حب مثيرة ومليئة بالانتقام المدمر، فصفية الفتاة الجميلة ذات الـ16 عاما تعشق حربى الشاب القوى الوسيم، ولكن حربى لا يشعر بحبها بل يتوسط فى زواجها من الباشا الرجل الكهل وهو فى نفس الوقت خاله، فلا تغفر صفية له ذلك وتقرر الانتقام منه.
ولا يجد حربى مكانا فى الدنيا يؤويه ويرعاه ويسهر عليه ويداويه أثناء مرضه، حيث لا يستطيع مخلوق أن يصل إلى الدير، وتلك خطوة موجزة لرواية شديدة الثراء دراميا وبصريا وسياسيا تتحدث عن مصر وعن الأقباط وعلاقتهم بالمسلمين، بتفاصيل آسرة، تختلف كثيرا عما نشاهده فى برامج التوك شو من كلام مزوق ومحسوب، وأيضا عن لقاءات المشايخ والقساوسة، والتى لا يُهدف من ورائها سياسيا سوى التأكيد على أن كل شىء تمام رغم إن «اللى فى القلب فى القلب».
سيناريو بتلك الأهمية لا يجد من يلتفت إليه أو يتحمس لإنتاجه فى هذا التوقيت الحرج وبعد أحداث نجع حمادى الأخيرة وفرشوط وإسكندرية وغيرها، وفى نفس الوقت الذى يعلم الجميع فيه أن القادم أسوأ، نجد أسماء البكرى لاتزال تدور بالسيناريو فى أروقة شركات الإنتاج، والأخيرة أصبحت لا تهتم سوى بالأكشن وتعرية المجتمع بهدف التعرية والفرجة أو استنساخ اللمبى.
وأخشى أن تضطر أسماء للذهاب إلى أوروبا للبحث عن منتج، وربما تجد منتجا يهوديا يتحمس لإنتاج الفيلم، ونكتفى نحن فقط بالتقاط وبث صور لشيخ يحتضن قسا وصليب بجوار هلال وكنيسة بجوار جامع.
لذا أضع سيناريو خالتى صفية والدير- حتى لو رآه البعض غير تجارى- بين يدى كل من رجلى الأعمال نجيب ساويرس وكامل أبوعلى، من خلال شركة مصر للسينما، وأرجو أن يلتفتوا إلى هذا العمل لأننا فى حاجة ماسة إليه، قبل أن تنفجر القنبلة.
فواصل
موقف دكتور سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الرافض لتغيير اسم أحمد حلمى الجديد من «جواز سفر مصرى» إلى «مصر هى أوضتى» غريب ويثير تساؤلا عن علاقته بالإبداع والمبدعين خصوصا أنه يرفض الجلوس مع أسرة العمل لمناقشتهم فى الأمر.
علا الشافعى
بعد أحداث نجع حمادى؟
هل يتحمس ساويرس وأبوعلى لـ«خالتى صفية والدير»
الجمعة، 29 يناير 2010 08:52 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة