العلاقات المصرية الجزائرية التاريخية شهد لها العالم بمدى عمقها وقوتها، فالشعبان على مدار تاريخهما كانا شعبا واحدا، ففى لحظات الشدة نجدهما فى خندق واحد، فهاهم المصريون يسقطون على صحراء الجزائر ليمد إخوانهم الجزائريون بالسلاح حتى يستطيعوا إخراج المغتصب الفرنسى من أرض المليون الشهيد حتى تحرر الجزائر، وفى صيف العام 1962 يقف بن بيللا، وهوارى بومدين، ومحمد بوضياف وغيرهم من رفاق رحلة الكفاح والتحرر الطويل، ليوجهوا الشكر لمصر على دورها فى تحرير الجزائر.
وعلى الجانب الآخر نجد أن الجزائر حريصة على مدار تاريخها على مؤازرة مصر فى الشدائد، كما حدث فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، فوجدنا الطائرات الجزائرية تشن غارات فى عمق سيناء المحتلة، لتدك حصون العدو الصهيونى ومطاراته، ويروى الجزائريون الأراضى المصرية بدمائهم التى تشهد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
من أجل ذلك على الشعبين أن يجعلا مباراة اليوم دليلا جديدا على عمق هذه العلاقات، ونتناسى كل ما حدث من قبل المباراة من مهاترات، فكل ذلك حدث من باب التعصب الذى يرفضه أغلبية الشعبين، كما علينا جميعا أن نعلم أن الرياضة مكسب وخسارة، وأن أى نتيجة مباراة ليست نهاية العالم، وعلى الإعلاميين ألا يشعلوا نيران الفتنة، ويتوقفوا عن شحن الجماهير خاصة فى الساعات المتبقية اليوم على المباراة.
كما أرى أن مصر والجزائر لابد أن تتغلب على صوت التعصب الذى يدفع الجميع إلى التخلى عن القيم والأخلاقيات العربية، فى سبيل فوز فى مباراة لن تجعلنا فى مصاف الدولة المتقدمة.
وأخيرا أرى أن اليوم سيحرص الجميع على تمرير هذه المباراة من عودة المياه لمجاريها بين بلدين، حرصا على علاقاتهم التاريخية التى ستتغلب على أى عوارض عابرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة