كطبيعتنا على مر تاريخنا نحب الوطن ونعشقه، لا تهزمنا الانكسارات، بل تقوى ظهورنا، نختلف فيما بيننا فى الآراء والاتجاهات السياسية، لكن يجمعنا الإيمان بالله ثم حب الوطن، إنه شعب عظيم تحمل الكثير من الأعباء، لكنه لم يفقد الأمل فى الإصلاح، فبالرغم من تعنت حاكميه وتحميله ما لم يطيقه، إلا أنه فى كل وقت يثبت مدى وطنيته، ولعل أبسط دليل على ذلك التشجيع منقطع النظير، الذى يقوم به المصريون لمناصرة منتخبيهم القومى فى مختلف الأوقات، ليثبتوا للعالم مدى عشقهم لهذا البلد.
إنه شعب ينسج دوماً تاريخه بثقة المؤمن، الواثق من نصر الله، فالإيمان يمتلك القلوب، واللجوء إلى الله شيمته، فى كل وقت وحين، خاصة فى وقت الشدائد، ولقد أعجبتنى كثيراً كلمات المعلم حسن شحاتة أثناء مباراة مصر والكاميرون، عندما قال "يا رب يا حبيبى يا رسول الله"، وذلك من باب الاستعانة بالله لتحقيق الهدف، ضارباً المثل لإيمان هذا الشعب، الذى يعشق التدين سواء مسلمين أو مسيحيين.
فإذا ذُكر الإيمان الصافى، وإذا ذُكر حب الخير والرحمة، ذُكر المصريون، لذا علينا جميعاً أن نعتز بانتمائنا لهذا الوطن والشعب العظيم، الذى يستحق كل تقدير وحياة كريمة.
وأرى أن على الذين يحاولون تغريب شعبنا وإغراقه فى أوحال المادية، ويفتحون النار على المتدينين المعتدلين، أن يراجعوا أنفسهم ويعودوا لمصريتهم وهويتهم، فالروحانية التى يتمتع بها المصريون هى سر عطائهم المستمر وصبرهم على النكبات، وهى التى تجعلهم قادرين على مواجهة الظلم والظالمين، بل هى الوقود الذى يحركنا جميعاً نحو الإصلاح وبناء المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة