إذا لم يعلن الدكتور أحمد نظيف نبأ زوجه رسميا وعبر المتحدث باسم مجلس الوزراء، أؤكد لك أن هناك من سوف يكتبون متسائلين ومستنكرين السرية، فالرجل شخصية عامة، وسيتولى البعض كتابة تحليلات لا أول لها ولا آخر حول الأسباب والحيثيات التى دفعت رئيس الوزراء إلى إخفاء أمر هو بطبيعته علنى.
ولأن الرجل أعلن وبشكل رسمى حدث ما كان متوقعا، وثارت أسئلة، لماذا الإعلان الرسمى عبر رئاسة الوزراء، وكيف يفعل ذلك والبلد "حالتها منيلة"، بل وقدم النائب الشهير مصطفى بكرى بطلب إحاطة للبرلمان، متسائلاً: هل لمجلس الوزراء دور فى الإعداد للزواج تجهيز أثاث للفيلا، وإعداد برنامج الحفلة وتوجيه الدعوات للقاصى والدانى والإعلان عنه قبل موعده بشهر؟
أى فى الحالتين، لابد أن يثر الزواج، رغم أنه أمر شخصى بدون أدنى شك، اللغط، وسوف يتم مهاجمة رئيس الوزراء فى كل الأحوال بسبب أمر لا علاقة بينه وبين موقعه الرفيع، ومع ذلك هناك من طالبه بتأجيل هذا الزواج لحين حل كل مشاكل مصر!!
مع ذلك فهذا اللغط مؤدب، لكن هناك ما هو عكس ذلك، مثل من كتبوا بهدف الكيد فى الدكتور نظيف، ولذلك ربطوا بجليطة وسخافة بين عروسه القادمة وزوجته السابقة، وهذه أمور لا تليق ولا أظن أن من تجرؤا على قولها يمكن أن يحتملوها على أنفسهم.
لعل القارئ الكريم يذكر الحكاية الشهيرة لـ"جحا" وابنه والحمار، فإذا ركب هو وابنه فوقه، هاجمه بعض الناس لأنه "راجل مفترى" لا يريد أن يرحم الحمار المسكين. وإذا ركب جحا الحمار قالوا عليه رجل ليس لديه مشاعر، فكيف يترك ابنه الصغير يسير على قدميه، بينما هو مستريح. وإذا ركب ابنه سيقولون عليه شاب جاحد، كيف يستريح بينما يترك والده المسكين يسير على قدميه. وإذا مشى جحا وابنه بجوار الحمار، قال عليه هذه البعض إنه رجل مجنون، فلماذا لا يستفيد بالحمار الذى اشتراه؟!!
فماذا يفعل جحا؟
لا شىء، سوى الانتظار لحين التوقف عن الخلط بين العام والخاص، طالما أنه لا يضر بمصالح الناس، ولحين التوقف عن خوض معارك مجانية لا علاقة لها بمصالح العباد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة