لقد أثارت المناقشات الدائرة حول إلغاء الدعم عن رغيف العيش، واستبداله بدعم نقدى، مخاوف وغضب الكثير من أبناء شعبنا، خاصة أن رغيف العيش فى بعض الأوقات كان لا يحصل عليه المواطن إلا من خلال مشاجرات بالأيدى والأسلحة البيضاء، بل وتطور الأمر سريعًا ليسقط قتلى فى طوابير العيش..
فرغيف العيش المصرى ثمنه غالى حيث لقى فى سبيله 41 مواطنا حتفهم، وذلك حسب التقارير التى رصدها مركز" أولاد الأرض".
ولقد أثرت فىّ كلمات أحد أبناء حيى الذى انفعل بشدة عندما علم بمحاولات الحكومة لرفع الدعم عن رغيف العيش، حيث صرخ قائلا "إلا رغيف العيش ياريس، ارحمنا من حكومة الجباية ياريس، ارحمونا دا الرغيف الحاجة الوحيدة اللى بتسكن جوع الغلابة"، ثم ختم كلماته المنفعلة بقوله "هى كده.. خلاص مبقاش فيه كلام، ولازم كلنا نقول للحكومة، ياواخد قوتى، ياناوى على موتى، يبقى حياتك أو حياتى".
ومازلت متحيرًا حتى الآن، كيف تقدم الحكومة على هذه الخطوة المجنونة التى ستضعها فى مواجهة شرسة مع رجل الشارع، أم نسيت الحكومة أحداث 18 و19 يناير 1977، بل كيف تنسى الحكومة أن معركة رغيف العيش ستجعل كل المصريين فى خندق واحد ضدها.
إنه انتحار سياسى لا يدل إلا على أن هذا النظام أصبح لا يهمه غضب الشارع، معتمدًا على عصا الأمن التى ستخرس الجميع ....
إنها مهزلة جديدة لحكومة الفساد، سيدفع ثمنها محدودو الدخل، الذين لا يملكون قوت يومهم. بل إنها حلقة جديدة من مسلسل إذلال فقراء هذا الشعب.
وأنا على يقين أن أصحاب المليارات، ورواد مارينا، وساكنى الأبراج العالية، ومقتنى الشبح من أبناء النظام الحاكم، لا يعرفون شيئًا عن رغيف الغلابة أبو خمسة قروش، لذلك نجد أن كل قراراتهم تصدر لاغتيال ضروريات المصريين.
وأرى أن على السياسيين والمثقفين أن يتصدوا لهذه الجريمة، التى ستزيد من أعباء مجتمعنا بكل قوة، فقد آن الأوان أن تشعر حكومة الفساد أن أى قرار ستقدم عليه، ويعود بالضرر على البسطاء، سيواجه بكل الوسائل القانونية التى أتاحها الدستور، فكفانا صمتًا عن التصرفات الحمقاء للحكومة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة