لولا "جاسير شورينغا" منتج الأفلام الهولندى لوقعت الكارثة، فقد اندفع عبر مقاعد الطائرة وتعارك مع عمر الفاروق وانتزع منه الحقنة نصف المذابة ومزق بنطلونه بحثا عن باقى المتفجرات.. ووصل المضيفون ورشوا الاثنان بمطفأة حريق.. استغرقت الدراما بكاملها دقيقة واحدة، حسب وصف مجلة النيوزيك.
وقامت القيامة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ففى ليلة عيد الميلاد كانت ستتناثر 278 راكبا و11 من أفراد الطاقم، وهذا معناه فشل ذريع للأجهزة الأمنية الأمريكية والأوربية فى اكتشاف المصيبة قبل وقوعها. فهذا الشاب النيجيرى ركب الطائرة ببساطة من اليمن إلى أمستردام إلى أمريكا، ولم يعترضه احد، ولولا خطأ من جانبه فى تشغيل القنبلة بسرعة لما تمكن حتى الهولندى "جاسبر" من إيقافه.
هذا الفشل تؤكده أيضا وجود معلومات عن "الفاروق"، ربطت بينه وبين رجل دين متشدد اسمه "أنور العالقى" يقال إنه على علاقة بتنظيم القاعدة فى اليمن. ومع ذلك فقد انساب الشاب ببساطة كالسكين فى الزبد، وكاد أن يعيد بشكل جزئى مأساة 11 سبتمبر. ومع ذلك فالمشكلة الأولى ليست فى التقصير الأمنى، فحتى لو وصلت الاحتياطات الأمنية إلى كفاءة استثنائية، فمن المحتمل دائما تنفيذ عملية غير متوقعة.
فعمر الفاروق الذى لم يتجاوز 23 عاما، من الصعب أن تتوقع أن يكون إرهابيا، فهو من أسرة ميسورة جدا. ولا يمكن التأكد من جدية ارتباطه التنظيمى بالقاعدة. ناهيك عن أنه من الصعب أساسا التأكد من أن تنظيم القاعدة ما زال تنظيما حقيقيا حتى داخل أفغانستان.لكن فى الأغلب الأعم، يمكن وضع الفاروق فى سياق مبادرات فردية عشوائية هنا وهناك، يتجمع حولها متعاطفون يتحولون إلى إرهابيين بدون تمويل وبدون حتى سلاح.. ولكنها قنابل بدائية من السهل على أى إنسان أن يجدها على شبكة الإنترنت.
إذن فالحل الأمنى، على أهميته، لن يعيد الأمان للغرب، ولكنه يحتاج إلى الكثير من العمل الجاد، ربما أوله وأهمه هو إنهاء الاحتقان الموجود فى مناطق كثيرة فى العالم، وعلى رأسها بالطبع ما يحدث فى الشرق الأوسط، أى دولة فلسطينية مستقلة. فلا يمكن مقاومة الإرهاب بالظلم.. ولكن بنشر نور العدل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة