مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال ضاحكا " هى مصرفيها حقوق ملكية"
غاظتنى الطريقة الساخرة التى رد بها، ليس فقط تعليقا على قولى إن هذه الحقوق بدأت تأخذ طريقها فى بلدنا، ولكن على كافة التفاصيل التى تناولتها الصحبة التى جمعتنا، من غناء وأحاديث متناثرة عن الكثير من القضايا، منها مثلا التلوث والزحام ومستوى الفن .. الخ.
كانت نظرة عينيه استعلائية، ومرسوم على وجهه نصف ابتسامة سخيفة تحصن بها طوال الصحبة التى امتدت ساعات، تغيرت إلى النقيض عندما سألته: أين تعيش؟ فرد بفخر: فى كندا.
إنها فى الحقيقة كل مميزاته فى الدنيا، حصوله على فرصة للإقامة فى بلد غربى متقدم، بزواج، بعمل، بأى طريقة، ولكنها من المؤكد ليست مبنية على كفاءة أو موهبة استثنائية. لأنها لو كانت كذلك لأختلف أداؤه، ساهم بوجهة نظر حول حلول ممكنة، أو على الأقل تقدير لهؤلاء الذين ما زالوا يعانون ويحاولون.
المفارقة أنه قال فى كندا، وكأنها تعبير عن نجاح شخصى له، فى حين أنه هو كفرد، ليس أكثر من مواطن سافر إلى هناك وحصل على كل مزايا هائلة، ولم يدفع ثمناً لها، لأنه لم يشارك فى صناعتها. أقصد أنه لم يشارك فى تطور هذه المجتمعات، والتى دفعت ثمناً غالياً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من رقى واحترام للبشر.
فما هى الميزة فى أن تعيش فى كندا أو بنها أو ليبيا أو أى مكان فى العالم؟
فى الحقيقة لا شىء، أقصد من زاوية أنه لم يقدم شيئا حياتيا واضحا، ليس له إنجاز شخصى، مهنى، يجعله يتحصن بكل هذا التعالى، والذى جعلته يبدو وكأنه حتى غير حريص على التفاعل الحميم مع بشر من بلده، أو على وجه الدقة التى كانت بلده.
لا أحب هذا الصنف من الناس، الذين لا يفعلون شيئا هناك، حيث يعيشون فى الغرب، سوى أنهم ينظرون بسخرية وممزوجة بإشفاق إلينا نحن "المتخلفين"، والذين لن ينصلح حالنا أبدا، فى حين أننى، وأنت، نعيش هنا، ونناضل هنا، كُل بطريقته، لكى ندفع هذه البلد إلى الأمام.
إنه كما يقول المثل الشعبى البديع "مثل القرعه بتتباهى بشعر بنت اختها".. ولكنها ليست حتى بنت أخته.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة