وكأن إسرائيل "شخطت" فى حكومات الدول الكبرى تأمرها بعدم منح صوتها لفاروق حسنى، ولأن هذه الدول تخاف من اللوبى الصهيونى القوى الفظيع، استجابت على الفور لطلبات أعدائنا حتى لو كانت ضد مصالحها.
للأسف هذه هى الصورة النمطية التى حاول البعض ترويجها فى أعقاب هزيمة الدولة المصرية فى معركة اليونسكو.. بل ووقع فيها كُتاب كبار بوزن الأستاذين صلاح عيسى ومحمد سلماوى.. وخطورة تأكيد وترسيخ هذه الصورة المزورة لإسرائيل ومناصريها الصهاينة فى العالم فيما يلى:
1- نقل إسرائيل من دولة صغيرة مثل دول كثيرة فى العالم إلى خانة دولة مخيفة ووحش أسطورى لا نستطيع الصراع معه على الساحة الدولية. أى أننا ومهما فعلنا فالنتيجة صفر، وهو نوع من التعجيز خارج أى عقل ومنطق، ثم إذا كانت بالفعل بكل هذا الجبروت لماذا نغضب إذا هزمتنا.
2- المحاولات المستميتة من جانب الوزير ومناصريه بالتأكيد على أن هناك مؤامرة كانت تدور فى الظلام، تعنى أن هناك أشخاصا أقوياء لا قبل لنا بهم يكرهوننا كراهية التحريم، وسوف يهزموننا لأنهم أشطر منا فى التآمر.
الخلاصة التى يريد هؤلاء أن نصل إليها، أن مصر دولة فى منتهى القوة، والوزير فاروق حسنى فعل المستحيل، ولكن هذا الوحش الأسطورى المخيف وراء ما حدث.. والنتيجة التى تستقر فى الوجدان والعقل العام أنه ليست هناك ضرورة إذن لأى شىء طالما سوف ننهزم فى كل الأحوال.
رغم أن انتخابات اليونسكو مثل أى انتخابات فى الدنيا، فيها تربيطات ومصالح وتقاطعات، وليس منطقيا أن تناضل إسرائيل من أجل مرشح له تصريحات عن حرق كتب يهودية ورفض التطبيع معها، وليس منطقيا أن تؤيد مرشحا عربيا حتى لو كان مؤيدا لها. لكن المنطقى أن تقف وراء مرشح أوروبى أولا سيكون أكثر تفهما وتعاطفا مع مصالحها. وليس منطقيا أن تتنازل بسهولة مجموعة الدول الأوروبية عن هذا الموقع الرفيع لتمنحه لمن هو من خارجها.. وطبيعى جدا أن تختار العديد من دول العالم أن تساند المرشح الذى يتسق مع مصالحها مع هذه الدول.. وليس فى هذا رشوة أو ابتزاز أو غيرها.. ولكنها مجرد سياسة ليس فيها مصالح دائمة ولا عداوات دائمة.
فدعونا نفرح بالنتيجة التى حققتها الدولة المصرية، فهى رغم الهزيمة، مؤشر على القوة، ومؤشر على إمكانية تنميتها لصالحنا جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة