لا يختلف اثنان من العاملين ببلاط صاحبة الجلال على أن الصحافة المصرية وصحفيى مصر الشرفاء كانوا صخرة صلبة فى طريق زفات التطبيع والمطبعين، بل كانوا خير مناصر للقضية الفلسطينية فى جميع فصولها المأساوية، كما قدمت الصحافة المصرية على صفحاتها ملحمة ضد جريمة التطبيع. وتوج الصحفيون هذا التاريخ المشرف باتخاذ قرار بتجريم التطبيع ومنع سفر الصحفيين المصريين لإسرائيل، وقد التزم معظم الصحفيين بالقرار.
لكن للأسف الشديد شذ عن ذلك قلة باعوا القضية الفلسطينية، وأغرتهم مصالحهم مع الكيان الصهيونى، وكان آخر مهازل هؤلاء المطبعين السماح للسفير الإسرائيلى بزيارة أكبر جريدة قومية مصرية، الأهرام، وبالرغم من أن الحادث كان صادماً للجميع إلا إننى لم أندهش كثيراً، فوصول عبد المنعم سعيد لرئاسة مجلس الإدارة، فتح الباب على مصراعيه أمام الصهاينة، فكلنا يعلم موقف الرجل من قضية التطبيع، وأنه كان على رأس مجموعة كوبنهاجن، كما نعلم جميعاً دور الرجل فى تأسيس جمعيته الداعية للتطبيع، ومن الطبيعى أن تشهد الأهرام فى عصره هذه المهزلة، خاصة أن زملاءنا بالأهرام أكدوا أنه كان على علم مسبق بهذه الزيارة المشئومة.
وأرى أن على نقابة الصحفيين أن يكون لها دور حاسم نحو هؤلاء المطبعين الذين هتكوا قراراتها، وأعلنوا تحديهم لها، وأرى أن على رأس من يجب محاسبتهم عبد المنعم سعيد ولا تكتفى النقابة بهالة مصطفى، لأنها مجرد كبش فدا، لأنى أرى أن هذه هى شرارة البداية، لفتح باب التطبيع، وإن لم يكن الحساب صارماً ستعود الكرة أكثر من مرة.
كما أطالب زملائى بجريدة الأهرام أن يكون لهم موقف جاد مع هذه الجريمة، وأن يعبروا عن رفضهم لها بشتى الوسائل، فأعلم أن قيادات الأهرام الشرفاء لهم تاريخ طويل ضد التطبيع والمطبعين، كما أثنى كل الثناء فكرة أعداد قائمة للمطبعين من الصحفيين، حتى نُظهر هؤلاء على حقيقتهم للرأى العام.
وأخيراً وبكل صراحة أخشى أن يقف نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد، فى وجه الرأى العام للصحفيين، فالأستاذ مكرم نعلم جيداً موقفه من قضية التطبيع، وأنه متسامح لأبعد الحدود مع المطبعين، ولا أنسى له أبداً دفاعه عن تطبيع يوسف والى وقضية المبيدات المسرطنة على صفحات جريدة الأهرام، لكن كلنا نراهن على ضمير الصحفيين ومواقفهم الحاسمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة