ترقب الجميع بمصر مدى استجابة إخواننا الأقباط لهذه الدعوة المشبوهة التى طالبت الأقباط بالإضراب فى عيد النيروز، والتى حركها المأجورون من أقباط المهجر، ودعاة الفتنة من الآباء والكهنة وعلى رأسهم القس متياس نصر رئيس تحرير مجلة الكتيبة الطيبية، وراعى كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل، وكانت النتيجة كما توقع كل المصريين مسلمين ومسيحيين، الفشل الذريع لهذه الفئة العابثة بأمن الوطن، والمتلاعبة بنيران الفتنة الطائفية.
فقد تجاهل أقباط مصر الوطنيين الذى يعشقون مصرهم وإخوانهم المسلمين، هذه الدعوة الفاسدة التى تستهدف إشعال نيران الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، حيث احتفل إخواننا المسيحيون فى كنائسهم بعيد النيروز كالمعتاد، رافعين شعار الوحدة الوطنية، رافضين الخضوع لمخططات الغرب الذى يحاول إشعال نيران الفتنة الطائفية فى نسيج الوطن، عن طريق بعض أقباط المهجر، الذين تربوا على موائدهم، وكفروا بوطنهم، وأعمتهم الدولارات عن جذورهم، بل لقن إخواننا الأقباط هؤلاء المرجفين دروسا فى انتمائهم لوطنهم، ولكن أظهرت هذه الدعوة المشبوهة مجموعة من الحقائق لابد أن نعيها جيدا ومنها
* أن النسيج الوطنى المصرى مازال قويا، وعلينا كمصريين مسلمين ومسيحيين أن نزيد من متانة هذا النسيج، من خلال طرح المشاكل بوضوح وشفافية، وإيجاد حلول لها على مائدة الحوار، كما علينا جميعا أن نقف بقوة فى وجه التيارات المتطرفة المتشددة فى الجانبين، وأن نطهر وطننا من ظاهرة الغلو، كما علينا أيضا أن نعى أن هناك مخططا يقف وراء إشعال نيران الفتنة من خلال حوادث تحدث بشكل يومى وتمر مرور الكرام إذا وقعت فى جانب واحد، لكن إذا كان بطلها مسلما ومسيحيا تتحول لنار شديدة الشرر، وأطالب قيادات المؤسسات الدينية الرسمية، والدعاة أن يعمقوا قيم التسامح خاصة بين الشباب.
* لقد أظهرت هذه الدعوة الفاسدة أن هناك من الآباء والكهنة من ينفخون فى نار الفتنة، ويأتى على رأس هؤلاء الأب القس متياس نصر، الذى حول كنيسة العذراء يوم الجمعة الماضى إلى ساحة معركة بعكس ما شاهدته كنائس مصر كلها، وحرص على إلهاب مشاعر الشباب وشحنهم ضد إخوانهم المسلمين، كما أنه حرص أيضا على ظهور المرتد محمد حجازى فى هذا اليوم أمام وسائل الإعلام من أجل إثارة الرأى العام للمسلمين، وكل هذه التصرفات أرى أن الكنيسة المصرية سيكون لها موقف حاسم معه، فليس من سماحة المسيحية أن يتبنى راعى كنيسة النخل تدشين حملة من الكراهية ضد إخوانه المسلمين، كما ليس من العقل أن يهاجم الأب متياس المسلمين ويتهمهم بتهم هى من الحقيقة عارية، فمَن من المسلمين قام باغتصاب مسيحية وأجبرها على اعتناق الإسلام، ومَن من المسلمين خطف قاصرا وأجبرها أيضا على الإسلام، ومَن حرم المسيحيين فى مصر من أداء صلواتهم؟، وإن كان هناك من يريد بناء كنيسة فعلية بالإجراءات التى أقرها القانون، كما يفعل المسلمون عندما يريدون إنشاء مسجدا ويقومون بعمل التراخيص المطلوبة قانونيا، ولا أدرى كيف يدافع الأب متياس عن شخص خالف القانون وزور فى أوراق رسمية ومارس نشاط التبشير بين إخوانه المسلمين، أعلم أن هذه الكلمات ستلهب غضب المتشددين والمتعصبين لكنها كلمة أقولها لله وحبا فى الوطن، حتى نتخلص من التشدد الأعمى والتطرف البغيض.
* كما عرت هذه الدعوة المشبوهة أيضا الأهداف الخبيثة لأقباط المهجر، الذين يتربصون بمصر وينتظرون لحظة الانقضاض على أمنها وشعبها، فقد حاول هؤلاء أن يشنوا حملة إعلامية بالغرب لمناصرة هذا الإضراب ووصف بعضهم هذا الإضراب الفاشل بأنه الخطوة الأولى للخلاص من اضطهاد المسلمين، ولكن نجح المصريون فى الاختبار وفشل الإضراب، وعاد أمثال قلادة يجرون ذيول الخيبة، ويعانون من مر مذاق الفشل الذى ذاقوه على أيدى إخواننا الأقباط الوطنيين، ولا يفوتنى هنا أن أشير إلى مقال قلادة الأخير الذى تناولنى فيه بكل أشكال التجريح الفجة، وبالطبع لن أنزل لهذا الحد من التدنى فى أسلوب المعالجة للقضايا الفكرية، فعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم أن المؤمن ليس بشتام ولا لعان، ولكن سأكتفى بقول من قال "اصبر على نار الكارهين فإن النار إن لم تجد ما تأكله أكلت نفسها"، وأمثال هؤلاء لن يحيق مكرهم إلا بأنفسهم، خاصة وأن أذرعهم فى وطننا مبتورة والجماعات المتطرفة التى زرعوها فى الكنائس مثل فرسان الرب وجماعة إيذاء المسلمين مرفوضة، وأن دعواتهم وأموالهم الحرام التى أغدقها عليهم الأمريكان لم تنجح فى شراء وطنية إخواننا الأقباط المصريين.
وأخيرا كلمة محبة أهديها لإخواننا الأقباط؛ فوطننا واحد، وشعبنا واحد، وليس أمامنا إلا أن تتضافر الجهود لرفع شأن هذا الوطن، وعلينا جميعا أن نتصدى لأى مخطط خارجى يحاول النيل من وحدتنا الوطنية، كما علينا أن نضع أيدينا على مواطن الفساد والاستبداد والظلم ونقف صفا واحدا لمواجهتهم واستئصالهم من مجتمعنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة