يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com
الحديث عن عائلة «أبوشادى» المتمركزة بكفر الزيات، محافظة الغربية، والمنتشرة فى 19 محافظة مصرية، يحتاج إلى الكثير من الأوراق، والوجوه البارزة من أبناء العائلة لا تحتملها هذه المساحة، لعل أبرزها من الجيل الحديث الدكتور يسرى أبوشادى كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى أبوشادى أمين المجلس الأعلى للثقافة، والمطرب الشهير هانى شاكر.
يكتسب أبناء العائلة ميزات خاصة، ذلك أنهم منتشرون فى جميع الوظائف والمهن والأعمال، وانتماءاتهم الفكرية والسياسية متنوعة، ولديهم إصرار على التواصل والتزاور وصلة الأرحام بينهم.
عبرت العائلة البحر الأحمر إلى مصر واستقر جزء كبير منهم فى بنى مزار بالمنيا فقويت شوكتهم هناك حتى أن والى مصر وقتها خاف على ملكه من سطوتهم، ولأنهم كان يطلق عليهم »أمراء الصعيد»، فقام بتفريقهم إلى الوجه البحرى فتوزعوا فى الشرقية والإسماعيلية والدقهلية وكفر الشيخ، ورغم ذلك الشتات الذى حل على أبناء العائلة، فإن كثيرا منهم يحفظ تاريخه وأصوله، ومنهم من يحافظ على التزاور والزواج والمصاهرة من داخل العائلة إلى الآن.
من ينتهى لقبه بـ«شادى» أو «أبوشادى» فهو من هذه العائلة العريقة، ويتواجد أبناء أبوشادى بكثافة فى محافظات الغربية والمنوفية والقليوبية، ففى الغربية ينتشرون فى المحلة وزفتى وقطور ويتواجدون بكثرة فى قرية «بلشاى» بكفر الزيات، وفى المنوفية ينتشرون فى 8 قرى، ولهم فى أغلب المحافظات والمراكز قرى تحمل لقبهم «أبوشادى»، وفى القليوبية ينتشرون فى قرى كثيرة، بالإضافة إلى تواجد أبناء من العائلة فى الفيوم وأسيوط.
يقول محمد أبوشادى رئيس جمعية أبوشادى الخيرية: الجمعية المشهرة فى عام 2003، أثرت إلى حد كبير فى لم شمل أبناء العائلة فى المحافظات، فقد قام مسئولوها بعمل أكثر من 20 جولة فى المحافظات المختلفة، وهى منشأة لكفالة ومساعدة المحتاجين، وبها فصول لمحو الأمية، ومراكز صحية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لجميع أبناء العائلة، ومن أهداف هذه الجمعية أيضا القضاء على العنوسة عن طريق منح المقبلات على الزواج مبلغ 5 آلاف جنيها لتشجيع فتيات العائلة على الزواج، وذلك عن طريق التبرعات التى تتقبلها الجمعية من جميع فروع وأبناء أبوشادى فى المحافظات.
اللواء طيار سعد أبوشادى الرئيس الشرفى لجمعية أبناء أبوشادى، يتحدث بفخر عن عائلته ووالده الذى وهب أبناءه لخدمة الوطن، قائلا: نحن 3أشقاء ضباط بالقوات المسلحة وكبيرنا هو الشهيد السيد أبوشادى، الذى استشهد فى حرب 48، وقد بعث بخطاب كتبه بخط يده - لازالت تحتفظ به العائلة إلى الآن-، إلى والديه يشرح فيه ظروف الحرب وما تفعله إسرائيل بدعم من الدول الغربية، ولم ينس أن يختم خطابه بأن جنود مصر عازمين على تحرير فلسطين فإما النصر وإما الشهادة.
يتابع اللواء سعد أبوشادى: صممنا جميعا على نيل شرف الانضمام إلى القوات المسلحة، ونحمد الله على أننا شاركنا فى كل حروب مصر منذ حرب اليمن وأدينا واجبنا على أكمل وجه.
ويشهد اللواء سعد بأن الرئيس مبارك كان أستاذا ومربيا للضباط الطيارين، فقد كان يُدرِّس لهم فى كلية الطيران، ويحتفظ له بذكريات طيبة، ولم ينس «سعد» أن يوجه لمن ينتقدون «مبارك» اللوم، لأنه يراه بطلا ووطنيا مخلصا ورئيسا محنكا، على حد وصفه.
ويدلل اللواء سعد على شخصية مبارك «الإنسان» بموقف خاص، فيقول: «ابتُلى نجلى «شيرين» بمرض خطير وكان يُعالج فى فرنسا على يد طبيب فرنساوى، وكتب له الطبيب علاجا كيماويا يتجاوز ثمنه الـ40 ألف جنيها، فلما علم الرئيس، أمر بشراء العلاج على نفقة الدولة، فقد كان يعرفنى جيدا ويعرف كل واحد من أبنائه الذين تتلمذوا على يديه.
يتابع: الرئيس مبارك كان قريبا من كل أبنائه وإخوانه الطيارين وكان حريصا وهو يدرس لنا فى الكلية على معرفة كل التفاصيل الخاصة لنا خارج الحياة العسكرية فقد كان بحق أستاذا وأخا وكان يمارس معنا لعبة الإسكواش، وكنا نطير معه فى رحلات ومهمات، وعندما استدعاه الرئيس السادات للتخطيط للضربة الجوية، لم يتكلم بكلمة واحدة ولم نعلم منه تفاصيل هذا اللقاء وفوجئنا بيوم الحرب.
هناك وجه آخر من أبناء العائلة هو الدكتور يسرى أبوشادى، الذى وصل إلى أعلى المناصب وكان آخرها منصب كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو نجل الشهيد السيد أبوشادى وابن شقيق اللواء سعد أبوشادى، يقول متحدثا عن اختياره لمجال عمله، إنه منذ كان فى الصف الأول الإعدادى كثرت الأخبار عن التسلح النووى والقنبلة الذرية، لكن الذى جذبه لهذا المجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مثل الكهرباء والمجالات الكيماوية، فأعجب بهذا المجال، وكان يمارس اختراعات كيماوية صغيرة حتى أنه أنشأ معملا فى بيت عمه الذى تولى تربيته، بعد استشهاد والده، ثم التحق بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، وعُيِّن معيدا فى الجامعة، ثم حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى هذا التخصص وكان المشرف على رسالته هو العالم يحيى المشد الذى اغتيل فى باريس، وبعد عودة الدكتور يسرى إلى مصر حاول تنفيذ فكرة «المفاعلات النووية»، لكنه كعادة العلماء لم يجد لها ترحيبا فى مصر، فعاد مرة أخرى إلى فرنسا، فسطع نجمه، واستقطبته الجماهيرية الليبية فتولى طاقتها الذرية بدرجة نائب وزير، ثم عرضت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرضا مغريا، فترك ليبيا ومكث بالوكالة لمدة 25سنة، تدرج فى مناصبها وزار ما يقرب من 40 دولة وأغلب المفاعلات المنتشرة فى العالم.
البارزون عند «الشاديين» كما أشرنا سابقا تعجز هذه المساحة عن حصرهم، فمنهم الشاعر أحمد زكى أبوشادى الذى سافر إلى إنجلترا وعمره 20 عاما ليدرس الطب، حيث أتقن اللغة الإنجليزية واطلع على آدابها، ثم تخصص فى «البكتريولوجيا»، كما أسس جمعية آداب اللغة العربية. وفى سنة 1922 عاد إلى مصر، وأنشأ فى سنة 1933 مجلة «أبوللو»، التى دعا من خلالها إلى التجديد فى الشعر العربى والتخلص من التقاليد التى تحجرت، فقوبلت دعوته بحرب شعواء من الشعراء المحافظين، ومن أنصار التجديد (مدرسة الديوان التى يرأسها العقاد والمازنى)، فأصيب بخيبة أمل شديدة، هاجر على إثرها إلى الولايات المتحدة سنة 1946 وقضى بقية عمره هناك. وهناك وجه آخر هو اللواء صلاح شادى، فى البوليس المصرى وأحد قيادات »الإخوان«، والذى تم اعتقاله عام 1974.
ومن العائلة أيضا العالم الداعية عبدالمنعم شاكر شادى الذى عاش أكثر من 50 عاما لخدمة الدعوة الإسلامية فى الولايات المتحدة، وهو عم المطرب هانى شاكر.
ينتشرون فى 19 محافظة.. وميولهم السياسية «مختلفة».. والرئيس مبارك أمر بعلاج أحد أبنائهم على نفقة الدولة
«أبوشادى».. عائلة الفنان هانى شاكر.. والشاعر أحمد زكى مؤسس مدرسة «أبوللو»
الخميس، 06 أغسطس 2009 09:31 م
الزميل محمد الجالى يتوسط أبناء «أبو شادى» فى كفر الزيات.. وحديث طويل عن تاريخ العائلة
كتب محمد الجالى وعلاء فياض - تصوير: أحمد إسماعيل
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة