يمكنك أن تختلف مثلى كما تشاء مع الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد، ولكن من الصعب ألا تعجب بإصراره على أن يكون موجودا.. جولته الدءوبة فى المحافظات، اللف فى الشوارع، مقابلة بشر هنا وهناك، دخول المساجد، زيارة الكنائس، مؤتمرات يطرح فيها أفكاره وتصوراته عن الحياة السياسية فى مصر.
رغم ما تعرض له من مضايقات، وآخرها اعتداء بعض أهالى قرية البرادعة عليه، ولكنه لم يصمت ووجه اتهاما صريحا للأمن بأنه المحرض، ومنعوه من المبيت فى فندق بمحافظة كفر الشيخ، ولكنه لم يستسلم .. وغيرها وغيرها من "العكننات" التى يتعرض لها هنا وهناك .. ولكنه لم ييأس وما زال مصرا على أن يكون موجودا بكل هذا الحماس، ومشتبكا مع قيادات الحزب الحاكم وحكومته.
أنا هنا لا أتحدث مع برنامجه السياسى أو أفكاره، فهى أمور الخلاف فيها أمر طبيعى، وأعرف أن الكثيرين من خصومه يرون أنه لا يحق له أساسا العمل السياسى، فقد دخل السجن فى قضية مخلة بالشرف وهى التزوير، وخرج منها بعفو صحى..وهناك من يراه مجرد رجل لا يريد سوى الشوشرة وإثارة الضجيج الفارغ حتى يكون دائما وأبدا فى مركز الأضواء.
ولكن فى كل الأحوال، ورغم الخلاف إلا أنه يحفر طريقا مهما، أتمنى من كل السياسيين فى مصر أن يفعلوا مثله، وأقصد تحديدا انتزاع مساحات التواجد الجماهيرى والإعلامى، فليس منطقيا أن تستسلم أحزاب المعارضة للحصار من جانب السلطة الحاكمة، ثم تشكو من عزلتها ومن ضعفها، وتعلق كل خطاياها على هذه الشماعة.. فالحقيقة أن هذا تكاسل لا يليق بمن يريد تغيير البلد ونشر برنامجه السياسى على الناس.
وخطورة العزلة داخل مقرات الأحزاب أنها تنتج أمراضا لا حصر ولا حل لها ، مثل الصراعات الدائمة والانشقاقات اللانهائية، فعلى رأى المثل "الفاضى يعمل قاضى"، لأن معظم أعضاء الأحزاب ليس وراءهم عمل جماهيرى حقيقى. من المؤكد أن أيمن نور ليس أول من يفعل ذلك، ولكن المؤكد أيضا أنه الأكثر نشاطا، وكما قلت فى بداية المقال اختلف معه كما تشاء ولكن أظن أنك مثلى معجب بهذا الإصرار على الوجود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة