سعيد شعيب

التدريب على الحرية

الخميس، 13 أغسطس 2009 04:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب وجود تفسير للتحريض ضد القنوات الفضائية والصحف الخاصة، سوى أنه خوف من الحرية، ومن الصعب أيضاً وجود تفسير لحملات التكفير المتوالية سوى الرعب من الاختلاف، فهناك من لا يحتمل أفكاراً غير أفكاره، ولا يرى حلاً سوى إبادتها حتى يسيطر ويهيمن.

فللأسف هناك كثيرون ينطلقون من أن الحرية هى حرية الصواب فقط، والصواب هنا على وجه التحديد هو ما يتصور أنه صحيح، أى أن الحرية فى نهاية الأمر هى حريته هو فقط فى أن يسوق أفكاره، وحرية الآخرين فى أن يرددوها خلفه كالقطيع.

هذا لا يعنى على الإطلاق أن الإعلام الخاص ليس له أخطاء، فلا يوجد نشاط إنسانى بدون أخطاء، ولكن الحرية فى جوهرها تعنى حرية الخطأ، بمعنى أن الطبيعى أن تكون هناك وجهات نظر متصارعة ومتفاعلة، ترى كل منها أنها الصواب، ولكنها لا تحجر على غيرها، بل تتفاعل معها إيجابياً، ومن ثم تتطور وتتقدم الأفكار للأمام، لتكسب منها البلد الكثير.

ناهيك عن أن الثمن سيكون غاليا لو تم المنع والحجر، فبسبب خوفنا من بعض الأفكار «الخاطئة» نفقد الكثير والكثير من الأفكار المبدعة، وهو ما يعنى أن نفقد القدرة تماما على التقدم، ولذلك فالمجتمعات الديمقراطية تتعامل برفق مع الأخطاء، ليس تأكيداً لها، ولكن لأنها تخاف أكثر من تعطيل القدرة على التفكير والإبداع فى كل المجالات.. فالأفكار الخاطئة فى الأغلب الأعم تخفت فى مناخ الحرية.

أعداء الحرية فى بلدنا أصبحوا وفرة، وهلعهم المبالغ فيه طبيعى، فنحن ما زلنا فى مرحلة التدريب على الحرية، التدريب على تجاور الأفكار وقبول وجودها فى الحياة، فمنذ 10 سنوات، على سبيل المثال، كان الحديث عن حقوق المواطنة للبهائيين جريمة لا تغتفر، وكان الحديث عن حق اختيار الدين، أى الانتقال من الإسلام إلى المسيحية أو العكس، يعنى اتهامك مباشرة بالكفر.

هذا التدريب على الحرية سيستغرق وقتاً، وحتى لو عطله المحرضون من هنا وهناك، فهذا لا يعنى أنهم كسبوا المعركة، لأن زمن القمع انتهى إلى الأبد، فلا أحد مهما كان يستطيع حجب نور الشمس.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة