الثقة فى مسلك الزميل سعيد شعيب ودفاعه الأمين عن حرية الصحافة، كانت الدافع وراء هذا التوضيح الذى أعقب به على ما أثاره فى مقالته بعنوان "انتقام مصطفى بكرى".
بداية.. لا بد من الاتفاق أن قضية حرية الصحافة، ورفض حبس الصحفيين هى قضية محسومة.. ناضلنا على مدى سنوات طوال كى نزيح من فوق كاهل صحافتنا المصرية هذا السيف، الذى كان درع الفساد للهجوم على الصحافة المصرية ووأد رسالتها.. بيد أن الحديث عن حرية الصحافة يجب ألا ينتقص بأى حال من الأحوال حق الأسر والعائلات والشخصيات فى الحفاظ على خصوصياتها، والنأى بها عن أن تكون عرضة لقذف مقصود، وتجريح متعمد، وخوض فى الأعراض.. وهنا كما يقولون "بيت القصيد".. فالأزمة مع المحرر ياسر بركات لم تكن أبداً قضية صحافة، ولا حرية نشر.. بل كانت - ولدينا كل الوثائق وما نشر حرفياً- خروجاً سافراً.. ليس فقط على مواثيق الشرف الصحفى، بل وعلى أخلاقيات وقيم المجتمع وما حثت عليه العقائد السماوية.
لأننا نؤمن بأن بيت الصحفيين جميعاً "نقابتهم" هو المكان الطبيعى لحل الخلافات ومحاسبة المتجاوزين.. فقد طرقنا هذا الباب منذ بداية الحملة الظالمة فى العشرين من نوفمبر لعام 2007، ولكن حبال النقابة طويلة.. وإجراءاتها معقدة.. ووجدنا أنفسنا وأسرنا وعائلاتنا.. وفى المقدمة منا الأخ مصطفى بكرى عرضة لنهب ونهش على المشاع.. صحيفة تخصصت على مدار عام ونصف العام فى التعريض به وبالسيدة حرمه، وبوصفه بألفاظٍ لا يقبلها منصف أو عاقل أو حتى مجنون على نفسه.. ويكفى أن تدرك الجماعة الصحفية والرأى العام أن المحرر المحكوم بحبسه بحكم قضائى نافذ وصف الأستاذ مصطفى بكرى بالقواد والخدام والعميل والمأجور.. وغير ذلك من صفات يعف اللسان عن ذكرها.
ولأن الحملة خاضت فى الخصوصيات والأعراض بهذا الشكل المزرى، وخصصت الصفحات العديدة والعناوين الرئيسية للتعريض بالأستاذ مصطفى بكرى على مدار أسابيع طويلة دون وقفة حاسمة من نقابة الصحفيين، فلم يكن هناك من مناصٍ سوى اللجوء للقضاء.. خاصة حين انحدرت هذه الحملة لتطال حرم الأستاذ مصطفى بكرى بعد تعمد نشر صورتها بمساحات بارزة فى صدر الصفحة الأولى والصفحات الداخلية لأعداد متتالية من الصحيفة التى يترأس تحريرها المحرر بركات.
لقد سدت كل الأبواب من أمامنا.. ولم يعد من ملجأ سوى باب القضاء العادل.. لعله يعيد الطمأنينة لنفوسنا الجريحة، وقلوبنا المكلومة جراء حملات جلها أكاذيب وافتراءات وخوض فى المحرمات.
سؤال نطرحه على جموع الصحفيين.. هل مثل هذا القول هو من باب حرية الصحافة؟.. وإذا كان رئيس تحرير ونائب فى البرلمان بحجم مصطفى بكرى لم يستطع أن يحمى نفسه من هذا التغول والإسفاف بغير اللجوء للقضاء.. فكيف للمواطن العادى أن يدرأ عن نفسه حملات الابتزاز والتشويه التى تخوضها بعض الصحف السيارة لأهداف ندرك جميعاً أغراضها الفعلية؟!
لم تكن القضية فى حرية الصحافة.. ولكنها فى الحرص على كرامة البشر، والوقوف فى مواجهة المتجاوز.. لأن الصمت يغرى الكثيرين على السير فى طريق الخطيئة.. وساعتها لن يفلح مجتمعنا فى مواجهة غضب الرأى العام تجاه مثل هذه الحملات غير المسئولة.. إنها فرصة لتطهير الثوب الصحفى من الداخل.. وليست رغبة فى الانتقام.. لأنك يا أخ سعيد تدرك تماماً أن مصطفى بكرى هو أبعد ما يكون عن الانتقام.. فقد تزاملنا سوياً لسنوات.. وعانينا سوياً من أزمات ومحن مرت بها حرية الصحافة فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة