لن يتغير صديقى الإخوانى هانى صلاح الدين، ففى رده على ما كتبته يرتكب ذات الخطايا، فيوحد بين نفسه وبين الإسلام، وكأنه هو المتحدث الرسمى والوحيد باسم ديننا العظيم، فكل من يختلف معه يختلف مع الإسلام، فيزعم أن مخالفيه يريدون "استهداف ما هو إسلامى والنيل من الإسلام ورموزه"، رغم أن هانى مثلى ومثلك مواطن يمشى فى الأسواق، ورغم أن الإسلام ليس فيه كهنوت، ولا قداسة فيه لأشخاص مهما علت قيمتهم ومكانتهم، والأهم أننا لا نناقش الدين ذاته، ولكننا ننتقد مفاهيم سياسية لبشر يصيبون ويخطئون.
إنه التخويف والترهيب، حتى يستعدى المتدينين ضدى وضد غيرى، وربما تكون النتيجة هى القتل البدنى، وإن لم يتم فقد ضمن صديقى الإعدام المعنوى لى ولغيرى بالتكفير الدينى. الإسلام ليس ملكاً لهانى وليس ملكاً لأى جماعة سياسية بما فيها الإخوان، ولكنهم اختطفوه لكى يحققوا أهدافاً سياسية هى الاستيلاء على حكم البلد، ليفعلوا بها ما يتصورون أنه الإسلام، وديننا العظيم لا علاقة له بالأمر لا من قريب ولا من بعيد.
وسيلة الترهيب الثانية هى أن انتقاده هو وجماعة الإخوان يعنى العمالة للسلطة الحاكمة، فيقول إن مخالفيه "العلمانيين يستغلون صراع الدولة مع التيار الإسلامى، وعلى رأسه جماعة الإخوان، حيث يحاولون توظيف هذه البيئة السياسية فى محاربة كل مظاهر التدين"، وهدف هانى دفع القارئ إلى تبنى موقف لا علاقة له بالأفكار التى طرحتها، ولكن يستعديه، فبعد التكفير الدينى يأتى التكفير السياسى.
وسيلة الترهيب الثالثة، ولاحظ أن كل هذا لا علاقة له بما كتبته، هى الانبهار بالغرب، والانسلاخ من الثوابت الإسلامية والأهداف الهدامة"، رغم أننى لو قرأ صديقى وزميلى هانى ما كتبته مراراً وتكراراً، بأن الغرب ليس المثل الأعلى لى، ولكنها عادته وعادة أنصار دولة الشيوخ فى بلدنا، أتمنى من الله، جل علاه، أن يتوبوا عنها.
لكن رغم هذا المنهج الفاسد، فأنا لا أشكك فى نواياه، فهو مثلى ومثل كثيرين فى بلدنا من مختلف التيارات السياسية يريدون الخير لبلدنا، ويدافعون عما يتصورون أنه يمكن أن يحقق هذا الحلم. ولكن مصيبة صديقى هانى وأنصار دولة المشايخ أنهم يريدون الوصول إلى أهدافهم بممارسة التكفير الدينى والسياسى لغيرهم، حتى لا نناقش الأصل وهو البرنامج السياسى لجماعة الإخوان التى ستطبقه، لو لا قدر الله، حكمت مصر.. وهذا ما سوف أفعله غداً.
هذا هو ديننا يا شعيب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة