إبراهيم ربيع

فساد.. على الهواء مباشرة

الخميس، 23 يوليو 2009 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما كنت استعد للقيام بإجازة سنوية أعيش فيها مع البحر، أو مع أى صحبة مغايرة لصحبة العمل المتواصل، إذا بى أعيش مع وعكة صحية «رخمة» و«صعبة» مع الوهم، والخوف، والمستشفى، وعيادة الطبيب الذى لا يريد أن يقول تشخيصاً نهائياً.

هذه الوعكة حرمتنى من البحر ومن العمل معا، وتوطدت صداقتى مع التليفزيون والصحف رؤية وقراءة، بعد أن انقطعت علاقتى بالكتابة، حيث تلاشى تماماً الدافع للكتابة، ووجدت فيما أراه وأقرأه الترفيه الوحيد، خاصة وأنا أتوقف عند أشياء بدت لى عجيبة وغير منطقية..
فرأيت حسام حسن يحصل على حقه الأدبى، ليكون أبرز لاعب كرة فى تاريخ أفريقيا.. ثم رأيت من امتعضوا وتأزموا وحزنوا، لأن حسام حصل على حق أصيل له.. أصحاب «العزب» فى الرياضة المصرية، لم يعجبهم تتويج تاريخ طويل لنجم فذ ورائع، ولولا أن الاتحاد الدولى منحه هذا التتويج الأدبى الكبير، لكان علينا أن ننتظر أربع سنوات قادمة، لكى يأتى رجل عاقل وعادل يمنع جريمة السعى للقضاء على تاريخ هذا النجم الأسطورة.

وسأل معى الكثيرون عن سر كراهية اتحاد الكرة لحسام حسن، وسر كراهية سمير زاهر بالذات لنجم كبير، قدم مالم يقدمه نجوم آخرون.. هذا سر كبير مثل السر الذى جعل سمير زاهر واتحاد الكرة، يركزان كل جهودهما فى تنفيذ سيناريو جهنمى لكى تشترى شركة معينة حقوق البث.. وبلغ الدهاء أن صدقت الأندية الكبيرة ما يروجه اتحاد الكرة، من أن التليفزيون المصرى هو عدو الجميع.. ورغم بعض تحفظاتنا على مبالغات التليفزيون، إلا أن ما يفعله بسيط جداً، مقارنة بالفكرة الجهنمية التى يريد بها مسئولو الجبلاية التهام أطعم وألذ كعكة فى دورة التربح الأخيرة فى الجبلاية.

وعجبت أشد العجب من أن أسمع بالصوت والصورة، وعلى الهواء مباشرة، شاهد عيان على حالة من حالات الفساد.. أحد تجار الإعلام الخاص «يسوّق» كواليس بطولة كأس القارات، ويبرر السعر المرتفع بأنه دفع من تحت الترابيزة أموالاً لمسئولين فى اتحاد الكرة، إلى جانب ما دفعه من أموال أخرى من فوق الترابيزة.. طبعاً انتظرت «الفرجة» على سيناريو مثير، يتضمن تحقيقاً فى هذه الأموال والأفعال، وإذا بى لا أرى ولا أسمع «حساً ولا خبراً» وكأن الفساد فى هذا القطاع، منصوص عليه فى الدستور.. فمن حق أى مسئول فى اتحاد الكرة أن يطبق الشعارات السائدة الآن فى عالم الفساد: «اسرق ولا تظهر، فلا يطولك خطر»، أو افسد لكن فى أضيق الحدود.

وقضية البث واحدة من عجائب الدنيا فى الكرة المصرية.. هناك حالة من «الاستهبال» تظهرها جميع الأطراف، حتى يبدو لك أنها جميعاً تريد أن تسرق الكحل من العين.. كل طرف يريد ولا يستطيع.. اتحاد الكرة يريد أن يبيع ولا يستطيع، والأندية تريد أن تستفيد ولا تستطيع، والتليفزيون يريد أن يسيطر ويهيمن ولا يستطيع، والدولة تريد أن تحل الأزمة ولا تستطيع.. والسبب أن هناك أزمة ثقة، ثم هناك حلقة مفقودة ربما لا نعرفها نحن، لكن خبراء الفساد يعرفونها جيداً.. والذى يحصل على عدة آلاف من الدولارات فى بيع الكواليس، يمكن أن يحصل على عدة ملايين فى «البيعة الكبيرة».. هذه هى الحلقة التى جعلت اتحاد الكرة يتجرأ على التليفزيون المصرى، الذى ربما فهم اللعبة وأراد أن يصل فهمه إلى الأندية السبعة، التى تصدق اتحاد الكرة وهى لا تعرف ما وراء الأحداث، وما وراء مظاهر الانحياز لمصلحة الأندية، بينما هى مصلحة خاصة فى المقام الأول.

ووسط هذه «الظلمة الحالكة»، يبرز ابن الحلال، رجل ثرى، لكنه لا يحظى بقبول شعبى.. لكن أمام حالة الحب مع أبوتريكة، تشعر ببعض الكراهية للمتاجرة الإعلامية السنوية بالملايين التى يرفضها، حتى لا يترك الأهلى وجماهيره وعشاقه.. لأنه من المؤكد سوف يحصل على ترضية أو تعويض.. ومن المفترض فى هذه الحالة أن تكون هناك شفافية من أبوتريكة والأهلى والإعلام.. وهى فى النهاية لصالحهم جميعا،ً لأن الترضية لن تكون بحجم العروض.. لكن هى عادتنا المصرية، أن نبالغ فى كل شىء ونجعل من البشر أنبياء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة